نون والقلم

أحمد الملا يكتب: منافقون يدافعون عمن يدعون إلى النار !

 عندما يكون الإنسان صاحب أكثر من رأي في موضع واحد يكون من ضمن المنافقين الذين يظهرون ما لا يبطنون، وابن تيمية من ضمن هؤلاء المنافقين الذين يكتبون عن معاوية في مورد بالسلب وفي مورد آخر يدافع عنه دفاعاً مستميتا !! وكذلك في ما يخص الإمام علي « عليه السلام » فتجده تارة يمتدحه وعشرة يذمه أيما ذم ، لكن عندما يصل إلى معاوية فإنه يستقتل في الدفاع عنه ويحاول بكل جهد أن يدفع عنه أي مثلبة خصوصاً تلك التي تتعلق في حربه وبغضه لعلي « عليه السلام » فهو يسلم ويثبت بأن معاوية يدعو إلى النار لكن مع ذلك يستقتل في الدفاع عنه !!..

 

فمن يراجع كتاب ( سؤال في معاوية ابن أبي سفيان ) سوف يجد كيف إن ابن تيمية يدافع عن معاوية بينما في كتاب مجموع الفتاوى ومنهاج السنة يمرغ انف معاوية التراب، حيث يقول في كتاب مجموع الفتاوى الجزء الرابع في الصفحة 436 -437 (( وكذلك تفضيل علي عليه لم يكن مشهورا فيها بخلاف سب علي فإنه كان شائعا في أتباع معاوية ; ولهذا كان علي وأصحابه أولى بالحق وأقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه كما في الصحيحين عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين فتقتلهم أولى الطائفتين بالحق } . وروي في الصحيح أيضا : { أدنى الطائفتين إلى الحق } وكان سب علي ولعنه من البغي الذي استحقت به الطائفة أن يقال لها : الطائفة الباغية ; كما رواه البخاري في صحيحه عن خالد الحذاء { عن عكرمة قال : قال لي ابن عباس ولابنه علي : انطلقا إلى أبي سعيد واسمعا من حديثه فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه فأخذ رداءه فاحتبى به ثم أنشأ يحدثنا حتى إذا أتى علي ذكر بناء المسجد فقال : كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فجعل ينفض التراب عنه ويقول : ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار قال : يقول عمار : أعوذ بالله من الفتن } . ورواه مسلم عن أبي سعيد أيضا قال : أخبرني من هو خير مني أبو قتادة { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار – حين جعل يحفر الخندق – جعل يمسح رأسه ويقول : بؤس ابن سمية تقتله فئة باغية } ورواه مسلم أيضا عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” { تقتل عمارا الفئة الباغية } . ))…

 

وهنا نجد إن ابن تيمية يقر ويثبت إن معاوية وأتباعه كانوا يسبون علي « عليه السلام » وهو خليفة وصحابي وهذا كفر بحد ذاته لكن إبن تيمية حتى يشرعن هذا السب والطعن رمى بهذه التهمة على الصحابة حتى يبرئ ساحة سيده ومولاه ونبيه معاوية كما بين ذلك المرجع المحقق الصرخي في المحاضرة الثالثة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول « صلى الله عليه وآله وسلم ») حيث قال : {{… يقول ابن تيمية : وَلَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ عَلِيٌّ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يُبْغِضُونَهُ، وَيَسُبُّونَهُ وَيُقَاتِلُونَهُ ( يقول: فإن كثيرًا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه،إذن سنّة السبّ وسنّة البغض وسنّة قتال الصحابي والخليفة علي من الذي سنّها ؟ على قول ابن تيمية يكون الجواب الصحابة . فبني أميّة والتيمية على سنّة هؤلاء الصحابة الذين يبغضون عليًا ويسبّون عليًا ويقاتلون عليًا، بأيهم اقتديت اهديت، لقد اهتدى بهؤلاء الكثير!! يقول: فإنّ كثيرا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضون عليًا ويسبون عليًا ويقاتلون عليًا ، ويقول: تعال اثبت لي بأن بني أمية يسبون علياً !! أنت تقول هنا أنهم يسبّون عليًا، ليس فقط عن بني أمية الكلام بل عن الصحابة، أنت تقول أنّ كثيرًا من الصحابة يسبّون عليًا،إذن السبّ من أين أتى؟ أتى من الصحابة، نحن قلنا سابقًا إذا قاتل عليا بقي على السب؟! إذا قاتل عليًا بقي على السب أو بقي على اللعن، إذن هذا هو ابن تيمية!! خذوا من ابن تيمية!! يقول فإنّ كثيرا من الصحابة والتابعين كانوا يبغضونه ويسبونه ويقاتلونه لاحظ التناقض عنده، لاحظ المهزوزية عنده، لاحظ الحقد الذي عنده على علي «سلام الله عليه» أي واحد الآن يحكي هذه الجملة هذا الكلام على معاوية ماذا يفعل به؟ سيُكفّر سيُلعن سيُتهم بالرافضية وبالارتداد وبالخروج عن الدين وبالكفر ويباح الدم والمال والعرض…}}.

 

 

فإبن تيمية وأئمته لا يختلفون عن الخوارج الحرورية بهذا الفعل – سب وبغض علي – هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد إن ابن تيمية يثبت أن من يقتل عمار بن ياسر وهو صحابي جليل ومن خيرة صحابة رسول الله « صلى الله عليه وآله وسلم » هي الفئة الباغية التي كان تدعو عمار إلى النار أي إن معاوية وأتباعه يدعون عمار إلى النار وهو يدعوهم إلى الجنة وكذلك يثبت إن الحق عند علي ومع ذلك كله يدافع عن معاوية ويقول مجتهد أخطأ والمخطئ له أجر !! فأي نفاق هذا فلماذا تغاضى ابن تيمية عن القاعدة التي ثبتها وهي سب احد الصحابة أو تكفيره أو الطعن به والخروج على ولي الأمر الذي أمر الله تعالى بطاعته أن يكون كفراً وهذه كلها منطبقة على معاوية فلماذا يدافع عنه ويتغاضى عن تكفيره وهو يثبتها عليه في مورد وفي مورد آخر يدافع عنه دفاع المستميتين ؟؟!! وهذا قمة النفاق والتستر للبغاة والدفاع عنهم وتشريع خروجهم على ولي أمرهم والخروج على السنة والكتاب.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى