فـي خضـم التحـديات التـي يـواجههـا الشـعب المصـري حفاظا عـلى وحـدته ورغبتـه العميقـة فـي التعايـش السـلمي مـع مختلف المـذاهـب الإسـلامية وباقـي الديانات نجـد أن للـطرف الأخـر رأي مختـلف تماما عـن إرادة هـذا الشـعب العريق فـي تاريخـه فالمـؤامرات قائـمة عـلى قـدم وساق بغيـة تثبيط تلك الإرادة وشـتات المكـون المصـري الذي أذهـل العالـم بأسـره مـن خلال وقفتـه ووحـدة صـفه فـي الخامـس والعشـرين من يناير مـن عام 2011 وحـتى نكـون أكثـر أنصافا نقـول إن هـذا الشـعب وبالـرغم من إختلاف طبقاتـه الثقافيـة وتوجهاتـه الفكـرية إلا أنه يحمـل بذرة الوحدويـة وبـذرة حب الأوطان التـي تكاد تخلـو منها أغلب البلدان العربيـة ومـن أجـل محـو هـذه الخصيصـة مـن جسـد هـذا الشـعب كان لقـوى الشـر والبغـي قوى الإرهاب والتكفيـر صـولات وجولات مـن أجـل تمزيق هـذا الشـعب حـتى يكون المسـتوى مناسـب لطمـوحات تلك الأجندات الخارجيـة فتارة نجـد التكفير يعـزف عـلى وتر الطائفيـة بين السـنة والشـيعـة وتارة عـلى وتر الدينيـة واللادينيـة وكـل ذلـك بعـد ثورة 25 يناير مسـتغلـة المرحـلة الإنتقاليـة للحكومـة المصـرية وعـدم الإستقـرار النسـبي معتبـرة منهجـها هـو المنهـج الإسـلامي الوحيـد المنبثـق مـن المذهـب السـني والمناصـر كـذبا لـه.
ولـكن مـن طـرف أخر نجـد أن هـذا المنهـج التكفيري المقيت وبعـد فشـله الـذريع فـي زرع التفرقـة هـو العـدو الأول والوحـيد لعلماء وأتباع المدرسـة السـنية العريقـة وهـذه النتيجـة تمخضـت من خلال تلك المعطيات وأبرزها مجـزرة العريـش حيث أن ضـحاياها مـن المدرسـة الصوفيـة المنبثقـة مـن المـذهب السـني أذن هـم ليسـوا مـن التشـيع وليسـوا مـن الديانات المغايرة للإسلام كـ المسـيحية واليهـوديـة بل هـم من الديانـة الإسـلاميـة والمـذهب السـني المتشـدق بـه منهـج التكفير فلماذا قتلهـم يا ترى؟!! ولأجل تسليـط الضـوء أكثـر عـلى تلك المعطيات والنتائـج نقـول أن مـدينـة العـريـش هـي الأخـرى التـي أتخـذت موقفهـا الصائب كـ باقـي قريناتهـا من المدن المصـريـة فـي نبذ منهجيـة الطائفيـة والإقتتال بين أبناء الشـعب الواحـد وبذلـك كان لزاما عـلى قـوى الإرهاب والتطرف التيمـي كشـف النقاب عـن حقيقتـه وهـي أن هـذا النهـج لا يمت بأي صلـة للمذاهـب الإسلاميـة بشـيء وأن دينـه الوحيد ومـذهبـه المختار هـو القتـل والتشـريد لكل مـن يعارضـه أو حتـى مـن يكتفـي بعـدم الأصغاء له وأنه ومـن أجـل تحقيق أهدافـه المقيتـة والولـوج فـي دكـة الحكم نراه اليوم وبعـد تكـرار محاولاته الفاشـلة يرفع ذلك الشـعار الكاشف عـن هويته الحقيقية أنت معـي أنت فـي مأمن منـي حتى وأن كنت يهـوديا أنت لسـت معي أنت عـدوي ودمك مهـدور حـتى وأن كنت مسلما!!! وقـد نسـمع من هنا وهناك أتهامات بأن الحكـومـة المصـرية هـي مـن قامت بهـذه المجزرة أو أن لها اليد فـي ذلك وطبعا هـذه الأتهامات غير مثبتـة ولكن حـتى لو سلمنا جزافا أو تسامحا أن بعض الأتهامات حقيقيـة تبقى النتيجـة واحـدة ان المنفـذ هـي نفس تلك القوى التكفيريـة وهـذا يعطي دليل أخر أن النهج التيمي التكفيري هو نهج مقيت لا يتوانى في الدخـول حتى مع الحكام الذين يصفهم بالطغاة مـن أجـل تحقيق مأربـه وهـذا ما وضحـه تماما المرجع الأستاذ الصـرخي قبل أكثر مـن سـنة مـن خلال محاضراتـه بعنـوان (وقـفات مـع توحيد ابن تيميـة الجسمي الأسـطوري) .