نون لايت

مدير عام الإيسيسكو يشارك في اختتام تظاهرة سنار عاصمة للثقافة الإسلامية

شارك الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- اليوم في مدينة سنار بجمهورية السودان في حفل أقيم بمناسبة اختتام تظاهرة سنار عاصمة للثقافة الإسلامية لعام2017 عن المنطقة العربية، حضره الفريق أول ركن بكري حسن صالح، النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، والسيد موسى محمد أحمد، مساعد رئيس الجمهورية ووالي سنار ووالي الجزيرة، ووزير الثقافة الاتحادية، السيد الطيب حسن بدوي، وعدد من الوزراء وقادة الأحزاب والمنظمات الوطنية، ورئيس الأمانة العامة وأعضاء اللجنة العليا لتظاهرة سنار عاصمة للثقافة الإسلامية، ورؤساء وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، وحشد كبير من أهالي مدينة سنار.

 

وفي هذه المناسبة ألقى المدير العام للإيسيسكو كلمة قال في مستهلها إن سنار كانت من الحواضر العريقة في تاريخ الحضارة الإسلامية، بحضورها الفاعل والمؤثر في تاريخ السودان وكان لها دورٌ بارزٌ ومشرقٌ في إغناء الثقافة الإسلامية وفي ازدهار المعرفة الإنسانية.

 

وأكد أن برنامج العواصم الثقافية الإسلامية الذي تشرف الإيسيسكو على تنفيذه بالتنسيق والتعاون مع الدول الأعضاء، يعكس الرؤية الحضارية المستنيرة للعمل الثقافي الإسلامي المشترك، ويعد من البرامج الحضارية المستمرة والناجحة التي نفذتها الإيسيسكو، لكونه يربط الحاضر بالماضي، ويهدف إلى إنعاش الذاكرة التاريخية للشعوب المسلمة، لتقوية الهمم وحفز العزائم، والدفع بها نحو ربط الحاضر بالماضي، والسعي إلى تطوير الثقافة، وتشجيع الإبداع الأدبي والفني، والتفوق في حقول العلم والمعرفة، استئنافـاً لدورةٍ حضاريةٍ جديدةٍ تُـعيد للأمة مكانتَها اللائقةَ بها بين الأمم، وتساهم من خلالها في بناء السلام العالمي من المنطلقات الثقافية، والإبداعات الفكرية، والإسهامات العلمية، والعطاءات المتنوعة في مجالات المعرفة الإنسانية.

 

وأبرز الدكتور عبد العزيز التويجري أن الإيسيسكو تهدف من خلال تنفيذ هذا البرنامج الحضاري الثقافي وبرامج متعددة ومن خلال مشروعات أخرى كثيرة، إلى تجديدَ عطاء الحضارة الإسلامية، والتعريفَ بتراثها الفكري والعلمي والثقافي والإبداعي وإلى نشر قيم تجديد البناء الحضاري، وإعلاء شأن الثقافة والفكر والإبداع، تأكيداً لانتمائها إلى حضارة إنسانية راقية مبدعة وبانية للإنسان المؤمن بقيم التسامح والتعايش.

 

وأضاف قائلا: «من هذه العاصمة الثقافية نؤكد أننا دعاة عدل وسلام، نرفض التطرف بكل أنواعه والإرهاب بكل فئاته، ونسعى لخير العالم، ولما يحقق المصلحة العامة لجميع البشر ويجلب المنفعة للإنسانية جمعاء، وينشر مبادئ الحق والعدل والمساواة، ويحفظ للإنسان كرامته ويصون حقوقه ويمكنه من القيام بواجباته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ومحيطه الإنساني العام».

 

وأبرز المدير العام للإيسيسكو في كلمته أن العالم يمر اليوم بمرحلة حرجة تنامت فيها تيـارات التطرف، وتعالت أصوات التعصب، وتَـفَاقَمَ الإرهابُ البغيض، وتفشت الطائفية المقيتة، واشتعلت نيران الحروب المدمرة للإنسان وللعمران، مؤكدا أنه من الضروري في ظل هذه الأجواء المضطربة، العودة إلى هذه الأصول الجامعة والقيم الأصيلة، لرأب الصدع وجمع الكلمة، وللحفاظ على علاقات الأخوة بين الشعوب المسلمة في إطار التضامن الإسلامي، ولحماية المصالح العليا للعالم الإسلامي، ولمواجهة التحدّيات التي تحاصره من كل جانب.

 

وتقدم المدير العام للإيسيسكو بأحرّ التهاني إلى جمهورية السودان التي رفع عنها أخيراً الحصار الجائر والظالم الذي استمرّ منذ عام 2001، وكان السودان خلاله، صامدا رغم كل التحديات والقيود وظل محافظا على استقلالية قراره، متمسكا بقيمه ومثله الإسلامية السامية في مواجهة الفتن التي كانت تهدد أمنه واستقرار المنطقة بكاملها، ورغم كل المؤامرات وتيارات التطرف والإرهاب، التي تعصف بمناطق عديدة من العالم الإسلامي ظلّ السودان رمزا للاعتدال والوسطية وعنصر خير وبنّاء يحظى باحترام الجميع.

 

وفي ختام كلمته ، جدد الدكتور عبد العزيز التويجري الشكر والتقدير للسيد نائب رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء، رئيس اللجنة القومية العليا لتظاهرة سنار، الفريق أول ركن بكري حسن صالح، على متابعته الشخصية ورعايته الموصولة من أجل انجاز فعاليات التظاهرة في أحسن الظروف، وعلى متابعة المشاريع التي شيّدت بهذه المناسبة، ومن أهمها القرية التراثية والسياحية والمتحف، والمركز الثقافي والإعلامي لمدينة سنار الذي يعد من أهم انجازات وثمار هذه التظاهرة، وسيكون مثالاً ونموذجاً للتعاون الحقيقي على أرض الواقع في جمهورية السودان.

 

وأشار المدير العام للإيسيسكو إلى أن المؤتمر الإسلامي العاشر لوزراء الثقافة ع وافق على إنشاء مركز سنار الإقليمي لحوار التنوع الثقافي الذي سيعمل في إطار الإيسيسكو وبالتنسيق مع وزارة الثقافة الاتحادية، وهو المشروع الذي سيرى النور قريباً من خلال التوقيع على اتفاقية تعاون بن الإيسيسكو وجمهورية السودان. كما جدد الشكر للسيد الطيب حسن بدوي، وزير الثقافة الاتحادية ومعاونيه، وللسيد والي سنار، ولرئيس الأمانة العامة للإحتفالية وأمينها العام، ولمسؤولي الوزارات والإدارات المعنية في جمهورية السودان، ولجميع من عمل وساهم كل من موقعه،من أجل إنجاح برامج هذه التظاهرة ومشاريعها.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى