نون والقلم

مغزى الجدار بين «إسرائيل» والأردن!

إسرائيل تقرر البدء ببناء جدار بينها وبين الأردن … هل يخشون من حركة نزوح عكسية؟ ماذا يعني هذا ما دامت خطوط «الهدنة» محروسة جيدا؛ ولا يوجد أي حوادث تسلل؟؟ هل هي قراءة استقرائية مستقبلية أن الأردن سيشهد حقبة من عدم الاستقرار؟ أم هي عقلية «القلعة» فقط، بعد سلسلة الجدران التي بنتها إسرائيل حولها؟ أم أنهم يخشون من حركة نزوح عكسية باتجاه «البلاد»؟! الأنباء الخاصة بهذا الجدار شحيحة جدا، وكلها تقريبا من الصحافة العبرية، محليا، بدا أن المسؤولين الحكوميين في الأردن «غير مهتمين» كثيرا بالموضوع، كأن الحدث يجري في بلاد الواق واق، وليس في الأردن، فيما قرأت استطلاعا سريعا لآراء عدد من النواب، أبدوا سخطهم وعجزهم أيضا حيال القرار الإسرائيلي… نُقل عن المصادر الحكومية، قولها إن السياج الذي شرعت إسرائيل ببنائه يوم الأحد الماضي هو «داخل الأراضي الإسرائيلية ولا يمس بالسيادة الأردنية بحال من الأحوال» في الوقت الذي أكدت فيه، على موقف الأردن، من أن «كامل أراضي الضفة الغربية هي أراضٍ محتلة وجزء من الدولة الفلسطينية»! أهذه هي القصة فقط؟ كلنا يعلم أن خطوط «التماس» بين فلسطين المحتلة والأردن في غاية الهدوء، ولم يُعلن أحد أنها شهدت أي حوادث لا تسلل ولا غيره منذ سنوات، بل إنها خطوط تتمتع بحالة تامة من السكينة، والسلام، فما الداعي لإقامة هذا الجدار أو السياج؟ للوهلة الأولى، يقفز إلى الذهن أن هذا الشيء لا يتعلق بما هو كائن الآن، بل بما سيكون، أو يُتوقع أن يكون، وهو ما يدفع مسؤولي الكيان الصهيوني إلى القلق، وترجمة هذا القلق إلى فعل، وقرار، وميزانيات، ثم شروع في العمل، هذا الأمر لم يقلق من صرح من مسؤولينا، وحصر الأمر في كونه «لا يمس بالسيادة الأردنية» فهل هذا منطقي، ويبعث على الإطمئنان؟ ألم يسأل هؤلاء المسؤولون أنفسهم عن السبب الذي يدفع كيان العدو لصرف ما يقارب 770 مليون دولار، لبناء جدار يمتد طوله إلى 235 كيلومترا ؟ حسب تعليلات قادة الصهاينة، ونتنياهو تحديدا، فبناء الجدار مهم ‹لأنه يعتبر جزءا من أمنهم القومي» ويقول إن هذا الجدار يكمل عملية بناء الجدر حول الكيان، فهو يأتي بعد إقامة الجدار مقابل سيناء، «الجدار الذي أغلق الطريق أمام المتسللين» حسب قوله، وللجدار الذي أقيم في هضبة الجولان›. إذًا تلكم الجدر أقيمت لمنع المتسللين، فأين هم المتسللون من الأردن؟ يوضع نتنياهو أكثر، فيقول: «لن ننتظر وبقدر الإمكان سنحيط إسرائيل بجدران أمنية، وبحواجز مما سيسمح لنا بالسيطرة على حدودنا. لن نسمح بغرق إسرائيل بالمتسللين والمهاجرين الباحثين عن العمل والإرهابيين! (أين هم هؤلاء؟) صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، كانت أكثر مباشرة حين قالت إن بناء الجدار يأتي في ضوء التهديد الذي يشكله تنظيم «داعش» والمخاوف من محاولات تسلل آلاف اللاجئين السوريين والعراقيين إلى إسرائيل! نتنياهو كان قال في الماضي ان اسرائيل هي «الدولة الغربية!» الوحيدة التي يمكن السير اليها على الاقدام من افريقيا وانه مع عموم المخاطر من جانب الاسلام المتطرف، المهربين ومتسللي العمل، فانه يجب إحاطة كل حدود الدولة بجدران ناجعة! باختصار، ماذا رأت إسرائيل، مما لم نره بعد، فدفعها لبناء هذا الجدار؟ بل ماذا تعد وتخطط لنا؟ –

نقلا عن صحيفة الدستور الأردنية

أخبار ذات صلة

Back to top button