الرئيس دونالد ترامب يريد أن يقرّ مجلسا الكونغرس الأميركي، النواب والشيوخ، موازنة 2018 في كانون الأول (ديسمبر) ليقدمها إلى الأميركيين كهدية العيد.
أي «هدية» هي؟ خطة ترامب تخفض الضرائب 1.5 تريليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة، وكل خبير قرأت له قال إن الشركات الكبرى ستكون المستفيد الأول بخفض الحد الأعلى من الضرائب عليها إلى 20 في المئة من 35 في المئة، وأصحاب الملايين والبلايين، مثل دونالد ترامب.
مجلس النواب الأميركي أقرّ نسخته من الموازنة الأسبوع الماضي بغالبية 227 صوتاً مقابل 205 أصوات. ثلاثة عشر عضواً جمهورياً صوتوا ضد مشروع قانون الموازنة ولم يصوت معها أي نائب ديموقراطي.
أغرب ما في مشروع قانون الموازنة أنه يأخذ من الولايات التي صوتت لهيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة، مثل نيويورك وكاليفورنيا حيث الضرائب عالية أصلاً، ويعطي الولايات التي صوتت لترامب مثل فلوريدا وتكساس. الضرائب على الطبقة المتوسطة ستزيد كثيراً مع حلول أول يوم في 2026.
الأميركي الذي يبلغ دخله السنوي 75 ألف دولار ستزيد الضرائب عليه مع انتهاء الإعفاءات. بل إن فقراء الأميركيين، أي الأميركي الذي يقلّ دخله السنوي عن 30 ألف دولار، ستزيد الضرائب عليهم أيضاً. مشروع الموازنة، كما يريد مجلس الشيوخ، يلغي حق الأميركي في خصم ما يدفع من ضرائب للولاية والبلدية مما يدفع من ضرائب للحكومة.
وأحاول الشرح، فأقول إن الولايات التي صوتت لكلينتون ستزيد الضرائب عليها مع حلول 2026 بمبلغ 16 بليون دولار وإن الولايات التي صوتت لترامب ستخفض الضرائب عليها بمبلغ 30 بليون دولار. كل هذا وعجز الموازنة المقترحة يتجاوز 1.5 تريليون دولار، ما يعني أن الدين القومي الأميركي، الحكومي والفردي، سيقفز فوق 21 تريليون دولار. هذا الرقم يزيد على موازنات عدد من أغنى دول العالم مجتمعة.
ونقطة مهمة، كل استطلاع للرأي العام في الولايات المتحدة وجد أن الناخبين يريدون زيادة الضرائب على الشركات لا خفضها، وهم يعتقدون أن أرباح الشركات بحسب خطة الرئيس لن تفيدهم عبر ما يقبضون من مرتبات.
خطة الرئيس البليونير تعني أن أكثر من 80 في المئة من خفض الضرائب سيفيد الشركات الكبرى والأثرياء، مع فوائد محدودة للطبقة المتوسطة والفقراء.
الكاتب في «نيويورك تايمز» بول كروغمان قال إن الكل يكره خطة ترامب للضرائب، والكاتب الآخر نيكولاس كريستوف الذي أحترمه كثيراً كتب ساخراً عن بليونير يملك أربعة بلايين دولار ولا يعرف كيف يدير أمور عيشه بسبب ارتفاع الأسعار ثم جاء دونالد ترامب والحزب الجمهوري لإنقاذه بالإعفاءات الضريبية.
الموازنة ليست المشكلة الوحيدة التي يواجهها ترامب، فقد قرأت أن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بحثت في حق الرئيس الأمر بضربة نووية ضد هذا البلد أو ذاك، وهو حق له يضمنه القانون منذ أكثر من أربعة عقود. السناتور الديموقراطي كريستوفر مورفي شرح خطر أن يأمر رئيس غير متزن وسريع الغضب بضربة نووية. ورئيس اللجنة السناتور الديموقراطي بوب كوركر كان حذّر يوماً من أن يُدخِل ترامب الولايات المتحدة في حرب عالمية ثالثة.
ثم هناك فضيحة التعامل مع روسيا ودعمها انتخاب ترامب رئيساً. آخر ما قرأت أن دونالد ترامب الابن كان على اتصال مع «ويكيليكس» للحصول على معلومات تدين هيلاري كلينتون أو تسيء إليها خلال حملة انتخابات الرئاسة. ما هي الفضيحة التالية؟ لا بد أنها قادمة.