قال لوفمور ماتوكي المسؤول في حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي /الجبهة الوطنية الحاكم إن الحزب سيناقش اليوم الاثنين، بدء إجراءات تهدف إلى عزل الرئيس روبرت موجابي بعد انقضاء مهلة عند الظهر لتقديم استقالته وإسدال الستار على حكمه الذي استمر نحو 40 عاما.
وربما تشهد هذه الإجراءات عزل موجابي من خلال تصويت في البرلمان في غضون أقل من 24 ساعة مما يمثل نهاية مشينة لمسيرة السياسي الأفريقي الكبير الذي وصف بأنه أحد أبطال مواجهة الاستعمار في القارة الأفريقية.
وقال ماتوكي لرويترز إن أعضاء البرلمان المنتمين للحزب الحاكم يجتمعون اليوم الاثنين، لبدء إجراءات عزل موجابي.
وفي مسودة قرار اتهم الحزب موجابي بأنه «مصدر عدم استقرار» بعد انتهاكه سيادة القانون ومسؤوليته عن «انهيار اقتصادي لم يسبق له مثيل» على مدى 15 عاما.
وأضاف مشروع القرار أن موجابي تخلى عن تفويضه الدستوري لزوجته جريس (52 عاما) العنيدة التي لا تحظى بشعبية والتي تسبب ميلها للسلطة في رد فعل عنيف من الجيش الذي نشر دباباته في العاصمة الأسبوع الماضي.
ونظريا ستكون إجراءات عزل موجابي طويلة الأمد نسبيا وتتضمن عقد مجلسي الشيوخ والنواب جلسة مشتركة ثم تشكيل لجنة من تسعة أعضاء من مجلس الشيوخ ثم عقد جلسة مشتركة ثانية للتصديق على عزله بأغلبية ثلثي الأعضاء.
غير أن خبراء دستوريين قالوا إن الحزب الحاكم يحظى بهذا العدد من الأعضاء ويمكن إقرار هذا الأمر في غضون أقل من 24 ساعة.
وقالت شبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية الأمريكية اليوم الاثنين، إن رئيس زيمبابوي روبرت موجابي وافق على التنحي ووضع مسودة خطاب استقالة بعد أن تجنب الرئيس أي ذكر للاستقالة في كلمة للشعب مساء الأحد.
ونقلت (سي.إن.إن) عن مصادر مطلعة على المفاوضات مع جنرالات الجيش الذين استولوا على السلطة في هاراري الأسبوع الماضي قولها إن مسودة خطاب الاستقالة أعدت بالفعل.
وأضافت أنه بموجب اتفاق الاستقالة سيحصل موجابي وزوجته جريس على حصانة كاملة.
وقال مصدر كبير في الحزب «كان الأمر سيبدو سيئا للغاية إذا استقال أمام هؤلاء الجنرالات. كان سيتسبب في خلق فوضى كبيرة».
وتتصاعد الضغوط الآن على موجابي (93 عاما)، الرئيس الوحيد الذي عرفته زيمبابوي منذ استقلالها عام 1980، من كل الأطراف لينهي حالة الارتباك التي سادت البلاد منذ الانقلاب الأسبوع الماضي.
وفاجأ موجابي المواطنين في زيمبابوي بتجنب ذكر الاستقالة في خطاب تلفزيوني الليلة الماضية وتعهد بدلا من ذلك برئاسة مؤتمر الحزب الحاكم الشهر المقبل رغم أن الحزب أقاله من رئاسته قبلها بساعات.
وبعد دقائق من خطاب موجابي قال زعيم قدامى المحاربين كريس موتسفانجوا لرويترز إنه سيقود احتجاجات في شوارع هاراري، في تصعيد للضغوط على موجابي الذي حكم البلاد 37 عاما.
وقال مسؤول في حزب المعارضة الرئيسي في زيمبابوي إن أعضاءه سيعقدون اجتماعا يوم الثلاثاء لاتخاذ قرار عما إذا كانوا سينضمون لمنافسيهم من الحزب الحاكم في دعم إجراءات عزل موجابي.
ومُنح موجابي مهلة حتى ظهر اليوم الاثنين (1000 بتوقيت جرينتش) ليتنحى عن منصبه وإلا فسيبدأ حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي/الجبهة الوطنية الحاكم إجراءات عزله.
وانقضت ظهر اليوم الاثنين المهلة دون حديث عن مصير موجابي.
وقال مصدران حكوميان كبيران لرويترز في وقت متأخر مساء أمس الأحد، إن موجابي وافق على الاستقالة ولكنهما ليسا على علم بتفاصيل مغادرته.
وهناك تكهنات بأن موجابي قرأ الخطاب الخطأ أو تجاهل المقاطع التي تتحدث عن التنحي.
وعينت اللجنة المركزية للحزب الحاكم في وقت سابق أمس الأحد إمرسون منانجاجوا رئيسا جديدا للحزب. وكان عزل موجابي لمنانجاجوا من منصب نائب الرئيس ليمهد الطريق أمام زوجته جريس لخلافته هو ما دفع الجيش للسيطرة على مقاليد السلطة يوم الأربعاء.
وقال مورجان تسفانجيراي زعيم المعارضة اليوم الاثنين، إن رفض موجابي الاستقالة ثبط الروح المعنوية للمواطنين ودعا إلى عملية سياسية شاملة في أعقاب التدخل العسكري الأسبوع الماضي.
وقال إنه يجب أن يكون هناك اجتماع لجميع أصحاب المصالح لصياغة مستقبل البلاد مع ضرورة أن يشرف المجتمع الدولي على الانتخابات المقررة العام المقبل.
وكان مئات الآلاف تدفقوا على شوارع العاصمة هاراري يوم السبت وهم يلوحون بالأعلام ويرقصون وعانقوا الجنود وغنوا ابتهاجا بسقوط موجابي المتوقع.
وأضفى تجمع الحشود الضخمة في هاراري طابعا شبه ديمقراطي لتدخل الجيش ودعم تأكيداته بأنه ينفذ انتقالا دستوريا للسلطة ولا يقوم بانقلاب يهدد برد فعل دبلوماسي.
وفي لندن قال متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي إنه من الواضح أن موجابي فقد دعم شعبه.