اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بمواضيع تشغل الساحة العربية، وفي مقدمتها الحرب في سورية وتداعياتها، والأزمة اليمنية في ظل استمرار عمليات التحالف العربي، والوضع على الساحة الفلسطينية، والأزمة السياسية في لبنان، إلى جانب مواضيع أخرى محلية.
ففي مصر تساءلت صحيفة (الأهرام)، في أحد أعمدتها، عما إذا “كانت النخوة العربية قد ماتت وعجز العرب عن وقف الكارثة الانسانية المهولة التي تحدق بالشعب السوري”، وعما “ارتكبه السوريون ليدفعوا هذا الثمن الباهظ”، مستدركا بالقول إنهم “حافظوا على تنوعهم في دولة متعددة الاعراق والثقافات تضم الاكراد والروم والتركمان والعلويين كما تضم تنويعات مسيحية اثرت الثقافة العربية والاسلامية (..) لم يرتكب السوريون إثما يستحقون عليه هذه المهانة ويتم سحق دولتهم لحساب القاعدة وداعش بدعوى ضرورة التخلص من بشار الاسد”.
وتحدثت صحيفة (الجمهورية)، في افتتاحيتها، عن تراجع دور الجامعة العربية، وقالت إنها “غابت عن الساحة بفعل فاعل في وقت أصبحت فيه هذه الدول أحوج ما تكون إلى الجامعة كي تؤدي رسالتها في جمع الشمل وتوحيد المواقف وإطفاء الحرائق الصغيرة قبل تحولها إلى حروب عربية عربية وفتن داخلية لا تستفيد منها سوى القوى الأجنبية الطامعة” .
كما انتقدت “تقزيم دورها (أي الجامعة العربية) وتعطيل فاعليتها إلى الحد الذي يعترف فيه أمينها العام بعدم قدرتها على التعامل مع كارثة اللاجئين السوريين التي أصبحت الآن شأنا أوروبيا يتداول فيه قادة الدول الأوروبية”.
أما صحيفة (الوطن) فتحدثت عن استقالة والقبض على وزير الزراعة المصري على خلفية اتهامه بالفساد، وقالت، في عنوان رئيسي، إن الرئيس السيسي يبدأ الحرب على الفساد من ميدان التحرير في إشارة إلى الميدان الذي تم فيه توقيف الوزير صلاح هلال وكذا رمزية المكان.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الحكومة، ابراهيم محلب، قوله في تصريح له، بأنه لا يوجد مسؤول في مصر فوق المساءلة و”سأقيل أي شخص يثبت تورطه في أي قضايا فساد”.
وفي الإمارات، واصلت الصحف حديثها عن تداعيات مصرع 45 جنديا إماراتيا يوم الجمعة الماضي باليمن، خلال مشاركتهم في عملية إعادة اليمن التي يقوم بها التحالف العربي.
وكتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن “من جرح الأسد فليتحمل، وغدر الغادرين سنقابله بالحزم والقوة، وهذا وعد قطعناه على أنفسنا ضد كل من سولت له نفسه إزهاق دماء أبناء وطننا الغالي”.
وأشارت إلى أن “ساعة النصر تقترب وصقور الإمارات تحوم فوق حصن الغدر تزلزله وتدك مواقع الحوثيين وأنصار المخلوع علي عبد الله صالح العسكرية بدقة بالغة، ناثرة معها رسالة ثأر لدماء شهدائنا البواسل الذين سقطوا”.
ومن جهتها، كتبت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها، “أصبحنا ندرك اليوم أن جنود الإمارات في اليمن لن يقبلوا أن يعودوا إلى أرض الوطن إلا منتصرين، ولن يرجعوا إلا بعد أن تعود الأمور إلى نصابها الصحيح ويرجع المعتدون الحوثيون والمنقلبون إلى جحورهم، أو يصبحوا في قبورهم، فأرض اليمن ستتحرر من المعتدين وستطهر من الخونة والمخربين، وستقطع الأيدي الخارجية العابثة في اليمن السعيد”.
أما صحيفة (الوطن)، فأبرزت، في افتتاحيتها، أن الجنود الإماراتيين يواصلون اليوم “المضي بإقدام وعزم نحو تحقيق هدفهم السامي في نصرة اليمن وأهله والحفاظ على هويته العربية، من خلال الانتصارات الكبيرة التي تحرزها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدحر مليشيات الغدر والخراب، وتطهير كل الأراضي اليمنية من إفرازات الأطماع الإيرانية التي تلهث خلف النيل من أمن وسيادة المنطقة العربية”.
وفي البحرين، قالت صحيفة (الأيام) إنه في ظل الأجواء الإقليمية الراهنة التي تتشابك فيها المصالح والرؤى، وتكتسب الطائفية والقبلية والعنف والإرهاب والتطرف دورا فاعلا يدفع نحو صراع التغيير والتعقيد والاختلاف، يبقى من الضروري الاتفاق بين دول مجلس التعاون على الحد الأدنى للرؤية الخليجية الجماعية التي “تضع مصالحها وحماية أمنها فوق كل اعتبار، تاركة خلفها المصالح الآنية قصيرة المدى والمجاملات السياسية”.
وأكدت الصحيفة أن الظروف القائمة والمحيطة بدول المجلس وعلاقاتها الثنائية مع الأصدقاء التاريخيين وغيرهم “لم تعد تسمح بمزيد من المجاملات على حساب سيادتها واستقلالها وآمال شعوبها الخليجية التي طال انتظارها للاتحاد الذي سيقلب -بلا شك – كل المخططات والتهديدات التي تتعرض لها دول المجلس”.
وترى الصحيفة أن “أي تخلف عن هذا التوجه الجماعي يجب أن لا يمنع من تحقيقه من هو موافق من الدول الأعضاء على أن تتاح للمتخلف عن الركب فرصة الالتحاق به في حال تهيأت له الظروف المناسبة”.
وفي مقال بعنوان “انتصار السياسة الأخلاقية”، أوضحت صحيفة (الوسط) أن ما يحدث حاليا للسوريين الذين هاجروا من وطنهم إلى أوروبا يوضح أن السياسة الأخلاقية لم تمت، وأنها “هي التي ستنقذ العالم مما نحن فيه”.
وكتبت الصحيفة أن العالم سيسمع بعد سنوات وعقود عن مبتكرين وفلاسفة ورواد أعمال، وسيتحدثون عن رحلة الموت التي قضوها مع آبائهم وأمهاتهم وهم يعبرون الأراضي والبحار، ويتنقلون من مكان إلى مكان هربا من سياسات الرعب والموت والوحشية إلى سياسات الرحمة والأخلاق والإحسان والتعاون، مبرزة أن “ما يجري أمامنا يعبر عن فارق حضاري، وليس فارقا بين الإنسان، لأن السوري في سورية هو نفسه السوري في أمريكا وأوروبا، ولكن الفرق في البيئة التي تحكمها مبادئ سياسية وأخلاقية مختلفة”.
وفي الأردن، وفي مقال بعنوان “أشقاؤنا الخليجيون وحرب اليمن”، كتبت جريدة (الرأي) أنه من الطبيعي أن يخسر من يخوض حربا بعضا من جنوده، ويبقى هدف الحرب الأسمى في اليمن هو “صد المخطط الظالم الذي تواصل دولة، كنا نظنها شقيقة، تنفيذه متوهمة إمكانية كسر الإرادة العربية (…)”.
وأعربت عن الاستغراب لرؤية “من يستهين من أمتنا بهذه الحرب، ومن يرى أن لا لزوم لها”، مؤكدة أن دول الخليج، ومعها دول التحالف، “تخوض حربا لا بد منها دفاعا عن كل ما هو عربي، لا بل تقاتل دفاعا عن مكة والمدينة وعن الوجود العربي الإسلامي السني بمجمله”.
وتناولت (الغد) الشأن الفلسطيني، فكتبت، في مقال لها، أن الأنظار تتجه لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني بعد أيام، والذي يشكل “واحدة من فرص أخيرة لمعرفة مستقبل منظمة التحرير الفلسطينية، ومستقبل العمل الفلسطيني”.
واعتبرت الصحيفة أن انعقاد المجلس “مناسبة مهمة لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يستمر جزء من حلم أو جزء من توقع أن مؤسسة الشعب الفلسطيني الكيانية، إحدى أهم انجازاته وأدواته التاريخية (المنظمة)، قادرة على أن تعود موضوعا للتفكير والطموح لدى الفلسطينيين في معركة التحرير (…)”.
وفي لبنان، واصلت الصحف الاهتمام بالحوار الوطني الذي سيعقد غدا، إذ علقت صحيفة (الأخبار) على الموضوع بالقول إن هذا الحوار يبدأ “حول الرجال أنفسهم، كما حول ملفات لم يتغير معظمها منذ 2006”.
وأبرزت أن التوقعات والتكهنات “تسابق الجولة الأولى من الطبعة الثالثة للحوار الوطني في أقل من عقد من الزمن”، أولاها عام 2006 في مجلس النواب، وثانيتها عام 2008 في قصر بعبدا (القصر الرئاسي)، وثالثتها المتوقعة غدا في مكان كان لا يزال، في الساعات المنصرمة، يترجح بين ساحة النجمة (مجلس النواب) وعين التينة (مقر رئيس مجلس النواب).
أما (المستقبل)، الناطقة باسم (تيار المستقبل)، فكتبت أن “حوار الإنقاذ” تتربع على قمة أولوياته رئاسة الجمهورية الشاغرة.
ونقلت عن مصدر رفيع من “كتلة المستقبل” النيابية تأكيده على أن “أولوية التيار في الحوار انتخاب رئيس للجمهورية” فقط.
ومن جهتها، أشارت صحيفة (النهار) إلى الاستعدادات المتقابلة للأربعاء “المحموم”، الذي يبدو أن ساحات بيروت ستكون فيه على موعد مع مشهد “شديد الحماوة شعبيا وسياسيا” في ظل “التعبئة” الواسعة لهيئات المجتمع المدني للاعتصام والتجمع اللذين سيواكبان جولة الحوار في مجلس النواب ويعقبانها.
وقالت إن هناك علامات “الشكوك الكبيرة” حول مصير هذه الطبعة الثالثة للحوار الذي تعاقبت جولاته منذ تسع سنين “من غير أن تفضي مرة إلى نتائج حاسمة في أي من الظروف والدوافع التي كانت تملي عقدها”.
وفي سياق آخر، تحدثت صحيفة (السفير) عن إعلان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أمس، عن نيته زيارة لبنان، مشيرة إلى أن هذا الأخير سيجد القصر الرئاسي اللبناني “غارقا في الفراغ والعتمة بسبب عجز اللبنانيين منذ 471 يوما عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية (منصب الرئاسة فارغ منذ ماي 2014)”.
نقلًا عن صحيفة : هسبريس