نسأل الله أن يديمها علينا نعمة نفاخر بها القاصي والداني.
إن كان النفط ثروة خرجت من باطن الأرض حبانا بها رب العالمين وكان سبب نهوضنا، فإننا نشكره، وندعوه جلّ شأنه، أن يحفظ لنا ثروة لا تزول ولا تنضب بإذنه، وهي تلك التي تفيض بها قلوب قادتنا، فهذه ثروة لا تضاهى، ولا تقدر بثمن، وتعجز المقادير عن وزنها، معيارها المودة والتآلف والتآزر والمحبة ونكران الذات، ومقصدها وطن يعلو، وتعلو وجوه مواطنيه فرحة، فليس هناك أجمل من ابتسامة وسعادة ورضا يعمّ الجميع.
في رائعة من روائع القول «قال محمد حق محمد» ما يجيش في خاطره، ونثر علينا مشاعره، «اخوي محمد» تختصر أزماناً، وتسجل تاريخاً، في هذا الزمن الصعب، متجاوزة كل العقبات، قافزة فوق العثرات، وتعكس روحاً تسود بلاداً عرفت منذ سنين طويلة أن القوة والعزة في تعاضد الجميع.
لم أبحث في قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن قواف وبحور وأوزان، كان العنوان كافياً، فيه الرسالة، والرسالة هي ما يبحث عنه من كان في موقعي، فإن كنت لا أعرف في الشعر عرفتني اللغة أسرارها، وقد تكون الحركة وسيلة إيصال للمعنى والقصد، فرجعت ثلاثة أيام إلى الوراء، إلى محمد بن راشد في افتتاح متحف اللوفر، وتلك التحية العظيمة التي أداها لأخيه محمد بن زايد، لحظتها أنابت عن دواوين الشعر كفّ الفارس لتقول السهل الممتنع دون كلام.
«إن العثرات لا تعيقنا»، تلك الرسالة الأولى في رائعة محمد بن زايد، و«نحن ماضون في طريقنا، نبني بلادنا، ونصون أمننا، ونحمي جارنا، ونسند شقيقنا، ونحافظ على إنسانيتنا، ونقدر أفعال كل الرجال الذين لم يبخلوا علينا»، وتلك الرسالة الثانية والثالثة والرابعة، كل واحدة تذهب إلى صاحبها، وكل واحد يفهمها كيف شاء أن يفهمها، فوحدة الصف لدينا واجب، ومواجهة الأخطار واجب، وإزالة العثرات واجب، وتجييش الجيوش واجب، ورفض الخيانات واجب، ومحاربة الطامعين واجب، ومطاردة الإرهابيين واجب، والبناء في الداخل واجب، ومساعدة الآخرين واجب، وصون إرث الآباء واجب، وتأمين سلامة كل من يقيم على هذه الأرض واجب.
تلك قراءة للرسائل المتضمنة قصيدة «اخوي محمد»، والتي صاغها بالمحبة والمودة شيخنا وقائدنا محمد بن زايد إلى «عضده» شيخنا وقائدنا محمد بن راشد، حفظهما الله ورعاهما وأعزّهما ونصرهما.
اللهم آمين.