نون والقلم

المعادلة المستحيلة.. الديمقراطية أو الخراب!

لست أخفى قلقى من تجدد الحملات الإعلامية فى بعض الدوائر الغربية، وبالذات داخل الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على مصر خصوصا وأن هذه الحملات تحوى غمزا ولمزا مقصودا للإيحاء بأن الشعوب العربية وفى طليعتها مصر ترتكز إلى ثقافة معادية للديمقراطية وغير مؤمنة لحقوق الإنسان.

أخبار ذات صلة

والحقيقة إن هناك فارقا كبيرا بين القول بأن الدول العربية أمامها شوط طويل لبلوغ الديمقراطية، الكاملة والدائمة وبين الادعاء الكاذب بوجود ثقافة عربية وإسلامية تخاصم الديمقراطية ولا تعترف بحقوق الإنسان، لأن القيم الإسلامية والعربية لا تتناقض إطلاقا مع القيم الديمقراطية، ومن يقرأ بعناية أدبيات الثقافة العربية والإسلامية يجد أن الحرية والمساواة والعدالة والثواب والعقاب والشفافية والنزاهة تمثل قيما مشتركة بين الإسلام والديمقراطية.

وليس أدل على انحياز هذه الحملات وانفضاح دوافعها من التجاهل المتعمد لخطر الإرهاب والتطرف الذى يعطل مسيرة البناء الديمقراطى لأنه فضلا عن استحالة الحديث عن وجود ديمقراطية وضمانات لحقوق الإنسان تحت خطر الإرهاب لأن الديمقراطية ليست دستورا وانتخابات وأن حقوق الإنسان ليست فقط مظاهرات واعتصامات، وإنما الديمقراطية وحقوق الإنسان تستلزم بيئة مجتمعية ضامنة للأمن والاستقرار تحت رايات المواطنة بعد تطهير الأوطان من الخوارج أصحاب الولاءات الدينية والمذهبية والعشائرية والعرقية التى تمثل روافد الإرهاب والفكر المتطرف.. ولكن لأن الغرض هو جوهر المرض يجرى اتهامنا بشماعة الديمقراطية وحقوق الإنسان ويتم التعامى عن الخصوم الحقيقيين لكل ما يرتبط بالحرية والمواطنة واحترام الآخر… فهؤلاء يريدون أن يضعونا أمام خيارين لا ثالث لهما.. الديمقراطية أو الخراب.. وتلك معادلة مستحيلة لا يمكن القبول بها مهما اشتدت حملات التشويه والافتراء!

نقلا عن صحيفة الأهرام

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى