– نريد إعلامنا أن يكون دائماً رايةً للحق ومنارةً للحقيقة
– سيراً على نهج زايد، مشارعينا ومبادراتنا تخدم شعبنا وأمتنا… وأيادينا ستبقى ممتدة بالخير للجميع
– الشائعات والأكاذيب لا تتربص إلا بالنجاح… ومسؤولية الإعلام كبيرة في تفويت الفرصة على أصحابها
– التزام مؤسساتنا الإعلامية بالطرح الموضوعي والفكر المتزن يرسّخ مصداقيتها ويعزّز رصيدها لدى المجتمع
– شباب الإعلاميين عليهم أن يكونوا مواكبين للمتغيرات من حولهم وملمين بكافة أبعادها
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن رسالة دولة الإمارات إلى العالم ومنذ تأسيسها على يد المغفور به بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، كانت وستظل رسالة سلام وأمل وتسامح وتعاون على الخير، وأن ما تقوم به من جهود وما تطلقه من مشاريع وما ترسيه من أسس تصب جميعها في ترسيخ هذا النهج الذي اختارته دولتنا للعبور إلى مستقبل أفضل يحمل أسباب الخير لشعبنا المعطاء وللشعوب الشقيقة والصديقة كافة.
وقال سموه: «سيراً على نهج المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه… تأتي مشارعينا ومبادراتنا لتخدم شعبنا وأمتنا، وتؤكد مكانتنا المتقدمة بين الشعوب صانعة النهضة والحضارة، وأيادينا في الإمارات ستبقى دائماً ممتدة بالخير لجميع الأشقاء والأصدقاء لنعمل معاً نحو مستقبل أفضل ينعم فيه الإنسان بفرص أرحب تمكنه من تحقيق الحياة الكريمة التي يتطلع إليها لنفسه وأبنائه من بعده»…
وأضاف سموه: «مهمتنا الأولى ضمان سعادة الناس وإمدادهم بما يعينهم على تحقيق آمالهم وتجاوزها إلى ما هو أرقى وأعلى… والإعلام شريك مهم وفاعل في ذلك لدوره في تثقيف المجتمع وتعزيز وعيه وتنبيهه لما قد يعترض طريقه من معوقات لتجاوزها وصولاً إلى التقدّم المنشود».
جاء ذلك خلال حضور سموه اليوم الدورة الرابعة لمنتدى الإعلام الإماراتي، التي نظمها تحت رعاية سموه نادي دبي للصحافة بمشاركة رموز العمل الإعلامي في الدولة ورؤساء المؤسسات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف المحلية، ولفيف من كبار الكُتَّاب والمفكرين والأكاديميين وطلبة وطالبات الإعلام.
وحذّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من الأخبار المضللة والأكاذيب المدسوسة والشائعات التي لا أسس لها من الصحة ولا تقصد إلا إلى الإساءة والتقليل من حجم الإنجاز في أي مجال كان، ولا تسعى إلا لعرقلة المسيرة بتشتيت الانتباه وإضعاف العزيمة والنيل من الإصرار على التطور وقال سموه: «الشائعات والأكاذيب لا تتربص إلا بالنجاح … فهي خطر يجب الاحتياط منه والتنبّه لأهدافه الخبيثة والتصدّي لها بكل حزم… ومسؤولية الإعلام كبيرة في تفويت الفرصة على أصحابها بما يضمرون من أجندات تخدم مصالح خاصة تضر بصالح الأُمَّة».
وأشاد سموه بأداء مؤسسات الإعلام الإماراتية في المرحلة الراهنة بما قدمته من دور متوازن وموضوعي حاملة رسالة واضحة حول حقيقة الأوضاع في المنطقة وخلفياتها وتداعياتها بعيدا عما قد يعمد البعض إلى تشويهه وتقديمه إلى الناس على أنه واقع، وقال سموه: «التزام مؤسساتنا الإعلامية بالطرح الموضوعي والفكر المتزن يرسّخ مصداقيتها ويعزز رصيدها لدى المجتمع…. كلمة الحق دائما عالية وكلمة الباطل زاهقة… نريد إعلامنا أن يكون دائما راية للحق ومنارة للحقيقة».
ولفت سموه إلى ضرورة الاهتمام بإعداد أجيال واعية من شباب الإعلاميين المواطنين ليكونوا بمثابة محرك الدفع لعمليات التطوير المستمرة لقدراتنا الإعلامية ليبقى إعلامنا دائما منافساً بمحتوى متميز ورسالة نافعة تؤكد الثوابت وتحفز الطاقات وتشحذ الهمم.
وقال سموه «شباب الإعلاميين لابد وأن يكونوا مواكبين للمستجدات والمتغيرات من حولهم وملمين بكافة أبعادها. نعوّل على الشباب وأفكارهم في التطوير … ونجاح الإعلام يبقى مرهونا بقدرته على التعبير بصدق عن المجتمع وكذلك تعريفهم بذات الصدق بما يجري حولهم من أحداث وتطورات ليكون المتلقي قادرا على تكوين قناعاته الشخصية على أساس متين من الحقيقة لا الأوهام والأكاذيب».
الكلمة الرئيسة
وقد استمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، للكلمة الرئيسة لمنتدى الإعلام الإماراتي والتي ألقاها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وأكد خلالها أن تقدير قيادة الإمارات للإعلام ودوره الحيوي في مسيرة النهضة الحضارية التي تشهدها البلاد ليس شيئاً طارئاً ولا جديداً عليها، بل هو جزء اصيل منذ تأسيس الدولة، مشيراً سموه إلى أن القادة المؤسسون اهتموا بالتواصل مع وسائل الإعلام بكل شفافية ووضوح لما لها من دور رئيسي في بناء المجتمعات.
وأوضح سموه أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، انتبه باكراً و منذ بداية تأسيس الدولة إلى دور الإعلام وقدرته على تعزيز التنمية ومسيرة البناء ، وإلى دوره المحوري في دعم مواقف الدولة والدفاع عن مصالحها الاستراتيجية ونقل رسائلها الصحيحة إلى العالم بدون تشويه او تلفيق.
ولفت سموه الى الوعي المبكر بأهمية الاعلام لدى المغفور له الشيخ زايد، الذي تجلى أثناء حرب العام 73 عندما لاحظ الشيخ زايد عدم تغطية وسائل الاعلام العالمية لوقائع الحرب الا من وجهة النظر الإسرائيلية، فسارع بالاتصال بالرئيس المصري حينها أنور السادات ليستفسر عن ذلك، حيث أطلعه السادات على أن الوسائل الإعلامية تعمل من مدينة تل ابيب الإسرائيلية نظرا لضعف الإمكانات المادية في مصر حينها، وعلى الفور أمر الشيخ زايد بتوفير طائرة خاصة لنقل مراسلي الانباء على نفقته ليطلعوا بشكل حقيقي وواقعي على تلك الحرب، ما وفر رواية مختلفة عنها أكثر وضوحا وعدلا وتوازنا.
وأشار سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية إلى الدور الأساسي للعادات والتقاليد والموروث في دول الخليج الواحد في تشكيل الاستراتيجيات الإعلامية والتي لابد لها أن تستقي أسسها ومبادئها من قيم وخصوصية المجتمع الخليجي لتلعب الدور المأمول منها في التوحيد ولم الصفوف، بدل التفرقة والحديث عن الخلافات واللهاث وراء العجائب و الإثارة.
ثم استعرض سموه بعض الأرقام المهمة الواردة في التقرير الصادر عن المنتدى الاستراتيجي العربي التي تشير إلى أنه خلال فترة لم تتجاوز الخمسة سنوات خسر العالم العربي أكثر من ٨٣٣ مليار دولار.. بسبب ما سُميَّ “الربيع العربي” والذي يجدر أن يُسمى “الفصل المُلوَّث”، بحسب تعبير سموه.
وأكد سموه أن هذه الأموال التي انفقت على تأجيج الكراهية وأثارة النعرات والفتن في المجتمعات العربية كان بإمكانها العمل على تنمية مستقبل المنطقة وعلى تعليم الشباب العربي في أرقى الجامعات العالمية، موضحاً سموه في مثال حسابي بأن هذا الرقم الضخم من شأنه أن يوفر مصاريف تعليم أربعة ملايين طالب عربي في هارفرد الجامعة الأعرق في العالم.
وتطرق الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان في حديثه الى عدد من المنجزات والمشاريع الريادية في الإمارات التي تبنتها الدولة بحكمة قيادتها ورؤيتها الثاقبة، مشيراً إلى المبادرات المجتمعية المحلية والعالمية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ليمتد خير الإمارات وعطاءها إلى كافة اصقاع العالم.
وذكر سموه أن من بين هذا المبادرات ما يتعلق بتنمية المعرفة والعلم والصحة كمبادرة “مسبار الأمل” التي تحمل تحدياً وفرصة للإبداع العلمي للأجيال، و “تحدي القراءة” الذي استهدف مليون طالب لقراءة خمسين مليون كتاب، ومبادرة “الوقاية والعلاج من العمى” التي استفاد منها ما يقرب 23 مليون شخص حول العالم، ودعم الإمارات للمشروع الدولي “استئصال مرض شلل الأطفال” بمبلغ 30 مليون دولار أميركي في عام 2017.
وقال سمو نائب رئيس مجلس الوزراء أن حكومة الإمارات اجتمعت الشهر الماضي مع فرق العمل الحكومي من كافة القطاعات في أول اجتماع من نوعه لوضع خطة مئوية تحقق طموحات شعب الإمارات، داعياً سموه اليوم إعلامنا الوطني لأن يكون على نفس مستوى هذه الطموحات بخطة إعلامية مئوية تهدف لمواكبة المتسارعات العالمية في المجالات التقنية والذكية.
وأكد سموه أن الإمارات تعمل بحكمة وتفاؤل وبرؤية مستقبلية متفردة ومستوحاة من قيادتها الوطنية العليا، ولا بد أن يواكب الإعلام الوطني هذا النهج بنفس القوة والطموح، منوها سموه أن الإعلام الإماراتي استطاع المسير بوتيرة هادئة متزنة خلّاقة قادرة على تجاوز التحديات.
ووجه سموه تحذيرا شديد اللهجة لبعض القوى الإقليمية في المنطقة، التي تسعى سياساتها الى بث روح الفرقة والكراهية والتعصب في بيئتنا العربية المتسامحة، واصفا سموه تلك الدول بالمستنقعات الملوثة والراكدة التي تبث الأمراض والأوبئة الخبيثة لتسميم الأجواء المحيطة، إزاء ما اختارته الإمارات لنفسها كنموذج للنهر الجاري وما يمثله من رمز للتطوير والتحديث والتجديد. مشبها سموه إحدى تلك القوى الإقليمية بالحرباء التي تختبئ بين أغصان شجرة الزيتون، ليظنها العالم أنها غصنا نضيرا، فيما أن الجميع يعلم حقيقتها البائسة كحرباء مقيته.
واختتم سموه بالقول، أن الخيار اليوم أصبح واضحا أمام الجميع، إما أن يكونوا نهرا أو مستنقعا، أما الإمارات فقد اختارت نهر الحياة والعمل الإيجابي والبناء، والتماهي مع بيئتها الخليجية وموروثاتها الاصيلة في مواجهة المستقبل وتحدياته، ضمن مرجعية الأسرة الكبيرة واحترام قيمة الأب فيها والأخ الأكبر، أما من يختار المستنقع ولا يعرف قيمة لتلك الأسرة الواحدة فعليه أن يعلم أنه ما من طريقة للتعامل مع المستنقعات الا بردمها.
حضر الجلسة الرئيسة لمنتدى الإعلام الإماراتي سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، كما حضر الجلسة معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ومعالي سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة رئيس المجلس الوطني للإعلام، ومعالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المجتمع، وحشد من قيادات الإعلام المحلي والمختصين والأكاديميين.
وألقت سعادة منى غانم المرّي، رئيسة نادي دبي للصحافة كلمة نوهت فيها بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الدائمة بضرورة ترسيخ أسس إعلام مهني نزيه ومستنير يواكب تطلعات المجتمع ويعين على تحقيقها، في حين أبرزت دور الإعلام المحلي في مواكبة الأوضاع الاستثنائية التي تشهدها منطقة الخليج العربي في الوقت الراهن، مؤكدة تمسّك إعلام الإمارات بقواعد المهنة وأخلاقياتها رغم التحديات المحيطة، حيث ظل محافظا على مصداقيته وحاميا لنزاهته ومتمسكاً بمواثيق المهنة وقيمها وأخلاقياتها.
تكريم
وقد كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يرافقه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، طالبات الإعلام الفائزات في مسابقة الورقة البحثية التي نظمها نادي دبي للصحافة على هامش الدورة الرابعة لمنتدى الإعلام الإماراتي ودار موضوعها حول “الأخبار المفبركة”، متمنياً سموه كل التوفيق للطالبات في رحلتهم العلمية وتحصيلهم الدراسي.
وشمل التكريم ثلاث طالبات من كلية “محمد بن راشد للإعلام”؛ هن: دينا فياض، وراما حديفة، ونسمة الحاج، الفائزات بالمركز الأول للمسابقة، والطالبة نوف حميد راشد من كلية الإعلام والعلوم الإنسانية في جامعة عجمان الفائزة بالمركز الثاني، وثلاث طالبات من جامعة الإمارات هن: فاطمة الخليفي، وفاطمة الحميري، وفاطمة عادل جنجر، واللاتي فزن بالمركز الثالث.
كما قام الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان بتكريم 26 مؤسسة إعلامية محلية شملت الصحف الصادرة بالعربية والانجليزية والقنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية تقديراً للدور الإيجابي الذي قامت به تلك الجهات في تعزيز التلاحم بين أبناء الوطن وتأكيد المواقف الثابتة لدولة الإمارات حيال مجمل القضايا الإقليمية والدولية، وتقديراً للأداء المهني المتوازن لتلك المؤسسات في التعاطي بنزاهة وموضوعية مع المتغيرات المحيطة على الصعيد الإقليمي، لاسيما فيما يتعلق بالوضع الراهن في منطقة الخليج، والتصدي للهجمات الإعلامية الخارجية الرامية لخدمة أجندات خاصة لصالح بعض القوى الساعية للتدخل في الشأن الداخلي الخليجي وغرس بذور الفرقة والانقسام بين الأشقاء.
الفعاليات المصاحبة
وكان صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، قد تفقّد الفعاليات المصاحبة للدورة الرابعة لمنتدى الإعلام العربي، إذ توقف سموه عند منصة “مسرح وطني”، وشهد إطلاق مبادرة “البرنامج الإعلامي الوطني للشباب” التي تعاون في إطلاقها “نادي دبي للصحافة” مع “مجلس الإمارات للشباب” و”مؤسسة وطني الإمارات” بهدف إعداد كوادر إعلامية إماراتية شابة مؤهلة وفق أعلى المعايير العالمية.
كما توقّف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومرافقوه عند منصة “المدرج الإعلامي” حيث التقى سموه خريجي برنامج الاتصال الاستراتيجي الذي نظمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي لأعضاء شبكة دبي للدبلوماسية الإعلامية والاتصال بالتعاون مع أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، بحضور معالي سلطان الجابر، وزير دولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، وسعادة منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وبرناردينو ليون، رئيس أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، والمتحدثيّن خلال البرنامج: باولو بورتاس، النائب الأسبق لرئيس مجلس الوزراء البرتغالي، وتوم فليتشر سفير المملكة المتحدة السابق لدى لبنان.
وقد اُلتقطت لسموه الصور التذكارية مع خريجي البرنامج والمتحدثين، كما التقطت الصور تذكارية لسموه مع قيادات الجهات الراعية للدورة الرابعة لمنتدى الإعلام الإماراتي وهم هيئة الطرق والمواصلات، مؤسسة الإمارات للاتصالات “اتصالات”، ومدينة دبي للإعلام.