نظّمها نادي دبي للصحافة
الأعمال الفائزة طرحت حلولاً عملية لمواجهة ظاهرة «الاخبار المفبركة»
المراكز الثلاثة الأولى لطلبات كلية محمد بن راشد للإعلام، وجامعة عجمان، وجامعة الإمارات
كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يرافقه الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الطالبات الفائزات بالمراكز الثلاثة الأولى في مسابقة الورقة البحثية حول موضوع «الأخبار المفبركة» التي نظّمها «نادي دبي للصحافة» لطلبة وطالبات كليات الإعلام في الدولة، وذلك ضمن فعاليات الدورة الرابعة لـ منتدى الإعلام الإماراتي، التي عُقدت أعمالها اليوم في دبي بمشاركة مجموعة كبيرة من القيادات الإعلامية الإماراتية ورؤساء تحرير الصحف المحلية وكبار المفكرين والكُتَّاب والصحافيين والأكاديميين وطلبة وطالبات الإعلام.
وفازت بالمركز الأول الورقة البحثية المُقدَّمة من كلية «محمد بن راشد للإعلام» بفريق عمل جماعي مؤلف من ثلاث طالبات هن: دينا فياض، وراما حديفة، ونسمة الحاج، وحمل العمل الفائز بالمركز الأول عنوان «الاخبار الكاذبة» مقدماً حلولاً عملية لمحاربة انتشار الاخبار المُفبركة، كما ضمّنت الطالبات مثالاً على تفشي هذه الظاهرة بانتشار لائحة بأسماء مزعومة لشهداء إماراتيين إبان «عاصفة الحزم» وأوردت الطالبات رأي رؤساء تحرير حول ماهية الأخبار الكاذبة وأسباب تفشيها وطرق ردعها.
دراسة ميدانية
وشمل التكريم الطالبة نوف حميد راشد الفائزة بالمركز الثاني من كلية الإعلام والعلوم الإنسانية في جامعة عجمان. وحمل البحث الفائز عنوان «عوامل انتشار الأخبار المفبركة وأساليب الحد من انتشارها -دراسة ميدانية»، وتطرقت الورقة البحثية إلى مدى إدراك الجمهور العربي للشائعات وسلوكياتهم في التعامل معها، باستخدام عيّنة استبيانيه شملت 87 فرداً من جنسيات عربية مختلفة.
وخلصت الورقة إلى أن القنوات التلفزيونية تحتل الصدارة كمصدر إخباري أول يتميز بالمصداقية في التغطية وتليه الصحف، وبيّنت الورقة أن جمهور تلك القنوات مدرك تماماً للشائعات، وأنهم لا يعيدون إرسال الرسائل التي تصلهم عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي ولا يهتمون بها، وأظهرت نتائج الاستبيان أن ما يقارب ربع العينة يسارعون بتصحيح الأخبار الكاذبة، مع إدراك الجمهور كذلك حقيقة أن الشائعات تروِّج لنشر الفتن وزعزعة الأمن. وشكلت التوصيات التي قدمتها الطالبة في ورقتها البحثية إضافة جيدة للتحلي بأخلاقيات التعامل الإلكتروني واتباع قواعد أمن مشاركة المعلومات والتحقق مصداقيتها ضمن المقررات الدراسية.
الكائنات الرقمية
وفاز بالمركز الثالث فريق طالبات جامعة الإمارات؛ وهن: فاطمة الخليفي، وفاطمة الحميري، وفاطمة عادل جنجر، حيث قدمن ورقة بحثية حملت عنوان «في عصر الكائنات الرقمية، محو الأمية الإعلامية لمحاربة السذاجة الرقمية» وتعرضت الطالبات لمفهوم «الكائنات الرقمية» لوصف الفئات السذاجة، كونهم ينجرفون وراء كل ما يطرح على وسائل التواصل الاجتماعي دون تفكير في المحتوى لافتقادهم مهارة التفكير النقدي، وقامت الطالبات بإجراء استبيان لعينة من الشباب لقياس مدي تأثير الاخبار المفبركة عليهم ومدى وعيهم بخطورة وأسباب تلك النوعية من الأخبار، إذ أظهرت النتائج أن هذه الفئة تفتقر لمهارات التفكير القادر على الفرز والنقد الموضوعي.
مواهب إعلامية واعدة
وبهذه المناسبة، أكدت منى غانم المرّي، رئيسة نادي دبي للصحافة، أن تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للفائزات في المسابقة يعد تكريما لطلبة الإعلام بصفة عامة، إذ تأتي هذه اللفتة الكريمة انطلاقا من حرص قيادتنا الرشيدة على تحفيز الشباب على الإبداع والتميز وتشجيعهم في مختلف المجالات باعتبارهم من سيتولون مسؤولية التطوير في المستقبل.
وقالت المرّي: «يحرص نادي دبي للصحافة على ترجمة توجيهات القيادة الرشيدة بالاهتمام بالشباب من خلال مبادرات عملية نسعى من خلالها لاكتشاف المواهب المبدعة منهم وتمكينهم من الاحتكاك بصورة مباشرة مع مكونات المجتمع الإعلامي سواء المحلي أو العربي وكذلك العالمي، لذا نعمل دائما على أن يكون الشباب حاضرا في أغلب المبادرات والمشاريع التي ينفذها النادي على مدار العام، علاوة على يطلقه من مبادرات خاصة لهم ومن بينها هذه المسابقة التي أردنا أن نتعرف من خلالها على فكر الجيل الجديد في التعاطي مع التحديات الماثلة أمام قطاع الإعلام في الوقت الراهن والكيفية التي قد يرى فيها الشباب أسلوبا أمثل في التعاطي مع تلك التحديات والتغلب عليها».
وأثنت منى المرّي على المستوى المتقدّم الذي جاءت عليه الأعمال المشاركة والتي جاءت في إطار بحثي متكامل الأركان، فيما عمدت الكثير من المشاركات على تعزيز أبحاثهن بإجراء استبيانات رأي شملت نماذج مختلفة من الجمهور وتنوعت ما بين طلبة الإعلام وأعضاء السلك الأكاديمي علاوة على شريحة الشباب بصفة عامة من غير دارسي الإعلام، مؤكدة أن هذه التجربة ستكون حافزا لتقديم العديد من المبادرات المماثلة التي تحفز الفكر المبدع لدى الشباب وتحثهم على المشاركة الإيجابية في التصدي للتحديات التي قد يواجهها المجتمع.
وقد استقبل نادي دبي للصحافة 58 طلب ترشيح للمشاركة في المسابقة من 10 مؤسسات أكاديمية هي: كلية محمد بن راشد للإعلام، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة الشارقة، وكليات التقنية العليا -كلية الفجيرة للطالبات، وكليات التقنية العليا -كلية رأس الخيمة للطالبات، وجامعة عجمان، وجامعة الفلاح، وكليات التقنية العليا -كلية أبوظبي للطالبات، وكليات التقنية العليا -كلية أبوظبي للطلاب، والجامعة الأمريكية في الشارقة، اختير من بينهم 45 ورقة بحثية توزعت بواقع 13 ورقة بحثية فردية، 32 ورقة بحثية قام بإعدادها فريق عمل بحد أقصى ثلاث طلاب للبحث الواحد.
يُذكر أن نادي دبي للصحافة كان قد أطلق مسابقة أفضل ورقة بحثية لطلبة وطالبات الإعلام حول «الأخبار المفبركة» في وقت سابق من تحضيرات الدورة الرابعة لمنتدى الإعلام الإماراتي، في إطار سعي النادي لاكتشاف وتشجيع المواهب الإعلامية، ودعم الطاقات الواعدة لطلبة الإعلام على مستوى الدولة، وبهدف التعرف على رؤى وأفكار شباب الإعلاميين، وأعداد جيل جديد من الإعلاميين القادرين على رصد المشهد الإعلامي بصيغة بحثية وتحليلية، تُعيِن على فهم الواقع المحيط والتحلي بالمهنية في نقل الحقائق، والتصدي للأخبار المضللة والغير دقيقة.