محمد يوسف يكتب: لا حصانـة لفاسـد
عندما توفر الدولة كل وسائل الاستقرار وإمكانات النجاح للوزير أو المسؤول، تنتظر منه رد الجميل، فالمناصب أمانة وليست جاهاً، ليست «بشتاً» وصبغة ومشية طاووس وجيوباً مفتوحة.
والأمانة تحفظ بين العينين، وتصان وتراقب، وتؤدى بإخلاص منذ لحظة تسلمها وحتى ساعة تسليمها.
والإنجازات هي التي تبقى، والسمعة الطيبة هي التي يشيد بها الناس وتقدرها القيادة.
الأمراء لهم حقوقهم التي توفر لهم الحياة الكريمة المناسبة لمكانتهم الاجتماعية، حتى لا يزاحموا الناس، ولا يزاحمهم الناس.
والوزراء تضمن لهم رواتبهم خلال عملهم وبعده، العيش في رفاه، وهي في الغالب تفيض عن حاجتهم ومتطلبات حياتهم، وتصل إلى أبنائهم.
ويوفر الاطمئنان لكل مسؤول، الاطمئنان على حاضره ومستقبله، وحاضر ومستقبل كل من يعيلهم، فينعم ومن معه مقابل خدماته الجليلة.
المسؤول، سواء كان أميراً أو وزيراً أو وكيلاً أو مديراً عاماً، قد تكون مخازن بيته مملوءة بكل أصناف الأكل، ولكنه لن يأكل أكثر من ثلاث وجبات، وأولاده مثله، وقد تقف في «حوش» منزلهم عشر سيارات، لن يستخدم منها غير سيارة واحدة، وقد يملك عشرة بيوت، ولكنه سينام ليلته في بيت واحد.
هي النفس، تلك التي قال رب العزة عنها، إنها أمارة بالسوء، تسول لهم، لبعض الذين تولوا مناصب وامتلكوا سلطة، والذين سال المال العام بين أيديهم، فعل السوء.
ولكل خلل لحظة إصلاح، وعندما يكون سلمان بن عبد العزيز ملكاً، ومحمد بن سلمان ولياً للعهد، تحين تلك اللحظة، ويأتي زمن يغير كل الأزمان، وهذا ما يحدث اليوم في بلاد الحزم والحسم، في المملكة العربية السعودية، فالأسئلة ما عادت تترك دون إجابة، ولا أحد محصن من المساءلة ومعفى من المحاسبة.
المال العام ملك الدولة والمجتمع، لا يقتسمه صاحب نفوذ أو متربع على كرسي منصب، مع متعهد مات ضميره.
والمشاريع تنجز ولا تدفن في الأدراج، بعد أن تتبخر مخصصاتها أو تختصر مواصفاتها.
وعندما يشمر ولي الأمر عن ساعديه، يكون هناك أمر جلل، وقد كان الفساد كذلك، إذا استشرى يصبح حرباً ضد الدولة والناس، ولا بد من قرارات، كما التي صدرت مساء السبت من الملك سلمان، لإصلاح الأمور وإعادة الحقوق.