هذه ليست المرة الأولى التي تتولى فيها المرأة منصباً وزارياً في دولة الإمارات، وليست المرة الأولى أيضاً التي تُستحدث فيها وزارات بمسميات لا يعرفها المتخلفون، ومع ذلك هم غاضبون، ليس الإيرانيون فقط، بل «الجارة الشاذة» كذلك لها ثلاثة أيام وهي تلطم خدها حسرة.
تسع وزيرات، نعم، فهذه حكومة محمد بن راشد، وغداً قد تكون هناك عشر وزيرات أو خمس عشرة، نحن بلاد تجاوزت التأزم النفسي، ومسحت الخط الوهمي الذي بني على فكر مدسوس أراد متعمداً أن يشل مجتمعاتنا عبر تعطيل نصفه، فكما يؤسس الرجل بيتاً ويكوّن أسرة، ويعطي في مجال تخصصه وخبرته، كذلك تفعل المرأة، وقد قُدرت، واحتُرمت من القادة، وحُفظت مكانتها، ولم يمنعها المنصب مهما كبر أو كبرت واجباته من قيامها بدورها في بناء البيت وتكوين الأسرة، عيون هذا الوطن لا ترى الجوانب المظلمة للأنفس اللوامة، بل ترى الأمل مشرقاً دوماً بالشباب والنساء والرجال، وبمجتمع واحد متكامل يسند بعضه بعضاً ولا يقبل القسمة على اثنين.
أتباع نظام قطر على مواقع التواصل، وبقيادة «فلول» الإخوان، ثارت ثائرتهم، بعد أن أفقدتهم المسميات الجديدة صوابهم، ربما لأننا لم نشغل أنفسنا كثيراً بأزمتهم، وما زلنا نعمل من أجل حياة أفضل ومستقبل أكثر استقراراً، ولأنهم لا يعرفون شيئاً اسمه المهارات المتقدمة، ولم يسمعوا من قبل بالذكاء الاصطناعي، ولم يستطيعوا أن يفرقوا بين العلوم المتقدمة وعلوم المدارس، صدمتهم المسميات، وذكرونا برئيسهم المعزول صاحب اللوثة العقلية، ذلك الذي كانت حدوده «تنكة» البنزين و«الراجل بتاع سكينة الكهرباء» و«بلطجة عاشور»، وفتاوى القرضاوي التي أباحت المحرمات من أجل سواد عيون «ذئاب» الإخوان، ليوفر لهم الاستمتاع والتقتيل والاعتداء على الحرمات وشنوا جميعاً حملات «سخرية» من المسميات الجديدة، وتطوع أحدهم ليصلح مسمى «الذكاء الاصطناعي» معتقداً أن خطأ طباعياً قد وقع، فقال معلقاً «إن الإمارات ليست لديها صناعة فخصصت وزارة للذكاء الصناعي ولا ندري من أين جاؤوا بهذه التسمية، فالصناعة «مكاين» و«خامات» و«شبرات» و«شوية» عمال، ثم إنتاج وبيع، ومثل هؤلاء لا يرد عليهم، الجهلة أتباع «الملالي» قلنا لهم ذلك بالأمس، و«طبول» الإخوان ونظام قطر نكرر لهم القول، فقد يفتح الله عليهم ويفهمون ما يدور حولهم.
نحن نعمل ضمن خطوات ثابتة واثقة مطمئنة، ولا نلتفت إلى الوراء، ولا يشغلنا العواء.