امتدت أيادي الغدر والإرهاب لثلة من أبطال مصر ورجال الشرطة والأمن فيها، وهم يؤدون واجبهم الوطني على طريق الواحات بمحافظة الجيزة، يطاردون تلك الفلول الشريرة الجبانة لتطهير البلاد من رجسهم. يعتقد هؤلاء الإرهابيون ومن يقف خلفهم أنهم بأفعالهم الخسيسة والإجرامية قادرون على إعادة عجلة التاريخ للوراء، والنيل من مصر وشعبها العظيم ومساره الوطني الذي اختاره، وقال فيه كلمته عندما انتفض ضد حكم المتاجرين بالدين والشعارات.
لقد مرت مصر بظروف دقيقة وأصعب كثيراً، ومع هذا لم تركع أو تبتعد عن دورها التاريخي أو تتزحزح عن موقعها ومكانتها في هذه الأمة التي ترى في مصر القيادة والريادة، وبالتالي كانت وستظل هذه العروة الوثقى التي تربطنا بأرض الكنانة متينة راسخة. وقد عبرت الإمارات وشعبها الوفي دوماً عن الوقوف والتضامن الكامل مع مصر في وجه كل واهم وحاقد ومتآمر وإرهابي يحاول النيل من أمنها واستقرارها، وهي تمضي بخطى ثابتة على طريق التنمية والرخاء والازدهار رغم كل التحديات.
وقبل العمل الإرهابي الغادر في مصر أمس الأول، كانت يد الإرهاب الجبان قد ضربت العاصمة الصومالية مقديشو في أكبر هجوم دامٍ، حصد أرواح أكثر من 250 بريئاً من المارة الذين تصادف تواجدهم في موقع التفجيرين اللذين استهدفا تثبيط عزائم الصوماليين الذين قالوا «لا للإرهاب»، والتفوا حول حكومتهم وبناء وطنهم بعد أكثر من عقدين من الحرب الأهلية وانهيار الدولة. وقد كانت الإمارات إلى جانبهم في هذه الظروف – كما هي دوماً مع الأشقاء والأصدقاء – وجاءت توجيهات قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بعلاج مائة من جرحى الهجمات لتؤكد الموقف التضامني والمبدئي للإمارات.
إن هذه الأعمال الإرهابية الجبانة التي تقوم بها تلك العصابات الجبانة، إنما هي دليل اندحار الإرهاب وقرب استئصال شأفته، وقطع دابره بعد أن نجحت الحرب الكونية على الإرهاب في التصدي له ومن يقف خلفه بالدعم والتمويل، وفي مقدمة هؤلاء نظام «الحمدين» في الدوحة، والذي كان للمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر موقف حاسم وحازم بعد أن اختارت قطر التحالف مع عصابات الإرهاب المتاجرين بالدين، ومع الأنظمة المعروفة بعدائها التاريخي لشعوبنا وأولهم نظام ملالي طهران.
قوى الخير والسلام ستنتصر، والإرهاب سيندحر وهو يحتضر تحت ضربات رجال الحق.