نحن لم نتوقف كثيراً مع التغيير الوزاري الجديد، رغم أننا كمواطنين في دولة الإمارات يعنينا الأمر مباشرة، فهذه حكومتنا، وهؤلاء وزراؤنا، نجاحهم يجلب الخير لنا جميعاً، وفشلهم ينعكس على حاضرنا ومستقبلنا، ومع ذلك انشغلنا بضع ساعات فقط، هي الساعات الفاصلة ما بين تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الصباحية التي أعلن فيها عن التغيير، وتغريداته المسائية التي أعلن فيها الأسماء، ودارت حوارات سريعة واستنتاجات، وعادت عجلة العمل إلى الدوران بشكل طبيعي، من جاء رحب به، ومن غادر وجه له الشكر على عطائه، ومن حمل ملفات جديدة دعونا له بالتوفيق.
هذه طبيعتنا في دولة الإمارات، العمل في جو هادئ ومشبع بالتفاؤل والإيجابية، ننظر إلى إمكاناتنا وعيوننا ترقب مستقبل أبنائنا، لا نخشى خوض التجارب، ولا تحبطنا المعوقات، ولدينا ذخيرة راكمتها ثقة متبادلة بين القيادة السياسية وقادة الأجهزة التنفيذية، وفتحت الأبواب أمام كل المبدعين في العطاء، فأثمرت تلك السياسة لتعكس واقعاً يفتقر إليه غيرنا، فنحن هنا قد تعلمنا من زايد وراشد وخليفة ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد أن الشراكة فعل، فإذا بنا نجتاز المسافات الطويلة في أزمان لا تحسب في تاريخ الدول، الدقائق عندنا تساوي سنوات، والأيام والأشهر والسنون توازي قروناً في حسابات الآخرين.
وبمناسبة الحديث عن الآخرين، بالتأكيد تابع أغلبكم كيف جن جنون بعضهم، وهم أنفسهم أولئك الذين رزقهم الله من نعمه الكثير ولكنهم أساؤوا استخدام ذلك الرزق، فحولوا النعمة إلى نقمة، فأهانوا شعوبهم وأوطانهم، وعلى رأس هؤلاء يأتي نظام «الملالي» في إيران، فقد أثارته تشكيلة حكومتنا، وخاصة وجود تسع وزيرات، فعادوا إلى أصلهم، إلى أيام «كسرى» والمجوس وعبادة النار، إلى ما قبل الرسالة، وطعنوا إسلامهم قبل أن يمسوا بلادنا، فعندما يستشهد «مسلم» بأيام الجاهلية لينتقد مسلماً تنكشف حقيقته، فقد قالت إحدى صحفهم في عنوانها الرئيسي «نساء العرب من الدفن أحياء في القبور إلى تولي مناصب وزارية»، وهم يقصدون «الوأد» الذي تجاوزناه بنعمة الإسلام، ذلك الدين القيم الذي نزل على الرسول العربي، صلوات الله عليه وسلامه، في أرض العرب وبلغة العرب.
لن نجادل الجهلة المحرفين للحق، فنحن من علمهم الإسلام وهذبهم وأنساهم عصور الظلام، فليت غيرنا يتعلمون ويتهذبون ويخرجون من ظلمات معتقداتهم.