تظاهر نحو 450 ألف شخص من سكان إقليم كتالونيا اليوم السبت، وسط مدينة برشلونة مطالبين باستقلال الإقليم عن إسبانيا، بعدما طلبت مدريد من مجلس الشيوخ إقالة الحكومة الكتالونية في خطة اعتبرها البرلمان المحلي «انقلابا» على الديمقراطية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الشرطة الإسبانية قولها إن المتظاهرين طالبوا باستقلال الإقليم بعدما طلب رئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي من مجلس الشيوخ إقالة الحكومة الانفصالية للتمكن من إجراء انتخابات إقليمية خلال ستة أشهر.
وردا على هذه الخطوة، قالت رئيسة برلمان الإقليم، كارمي فوركاديل، إن قرار رئيس الوزراء هو «انقلاب» و«تعد على الديمقراطية»، مضيفة أنه «يريد منع برلمان كتالونيا من أن يكون برلمانا ديمقراطيا ولن نسمح بحدوث ذلك».
«وهذا هو السبب في أننا نريد أن نبعث لمواطني هذا البلد برسالة ثبات وأمل. نتعهد اليوم، بعد أخطر تعد على المؤسسات الكتالونية منذ استردادها، بالدفاع عن سيادة برلمان كتالونيا».
وتجاوز عدد المتظاهرين بمرتين عدد من شاركوا في مظاهرة الثلاثاء، حين احتشد نحو مئتي ألف شخص في الشارع احتجاجا على اعتقال اثنين من قادة كتالونيا بتهمة التحريض.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الديمقراطية الإسبانية القائمة منذ أربعة عقود، التي تفعل فيها الحكومة الإسبانية المركزية حقها الدستوري للسيطرة على إقليم متمتع بحكم ذاتي وحكمه بشكل مباشر.
الاف المتظاهرين في شوارع برشلونة
وسيشمل الحكم المباشر للإقليم السيطرة الكاملة على شرطة الإقليم وشؤونه المالية ووسائل الإعلام العامة. كما قررت الحكومة المركزية أيضا الحد من سلطات برلمان كتالونيا.
وتسببت محاولة إقليم كتالونيا للاستقلال، في أكبر أزمة سياسية تشهدها إسبانيا منذ محاولة انقلاب عسكري في عام 1981 بعد عدة سنوات من نهاية حكم ديكتاتورية فرانكو للبلاد.
وواجهت تلك المساعي معارضة قوية من بقية أنحاء إسبانيا، وقسمت كتالونيا وطرحت احتمالات بتنظيم احتجاجات في الشوارع لفترة طويلة.