أثارت عوامل العجز الجنسي النسائي الباحثين والصناعات الدوائية بضع سنوات.
في رحلة استكشافية بين المخاوف الحقيقية للمرأة والمخاطر الناجمة عن فرط المداواة، يقدم لنا الموقع الإيطالي Doctissimo بعض الأفكار المثيرة للاهتمام. إذ سلَّط الصحافي الأميركي راي موينيهان الضوء في المجلة المرموقة «المجلة الطبية البريطانية»، على هذا الموضوع، فيعتقد أن العجز الجنسي النسائي مرض تم اختراعه من العدم.
العجز الجنسي النسائي: تعريف المشكلة
تتعلق مشكلة العجز الجنسي النسائي (DSF) بعدة مشاكل متباينة مثل: عدم وجود الرغبة أو النفور الجنسي، والشعور بالألم في أثناء، أو قبل، أو بعد الجماع.
وعلى الرغم من أن هذا التعريف شائع جداً، فقد كشفت دراسة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، وجود تباين هائل بين هذه الاضطرابات. وفقاً لهذه الدراسة التي أجراها بعض علماء الاجتماع، فإن 43٪ من النساء يعانين العجز الجنسي النسائي.
أُجريت الدراسة على عينة مكوّنة من 1749 امرأة، لكنها كانت تقوم على تعريف ومنهجية مشكوك فيها. تم توجيه أسئلة إلى النساء لتوضيح 7 صعوبات جنسية قد تعرضن لها منذ شهرين على الأقل في العام السابق، من فقدان الشهية الجنسية، والقلق من الأداء.
كان هناك رد إيجابي واحد في ذلك التصنيف الخاص بالنساء اللواتي يعانين العجز الجنسي النسائي، رغم أن تلك الأعراض لا تعد التشخيص الفعلي للحالة، ورغم وجود الكثير من التحفظات التي أعرب عنها خبراء آخرون، فهذا المعطى فقط غالباً ما نقلته وسائل الإعلام والباحثون.
ليس كل مشكلة جنسية هي عجز جنسي
منذ تشرين الأول 2002، وفريق الدكتور جون بانكروفت، مدير معهد أبحاث كينزي للحياة الجنسية والإنجاب في جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأميركية، يطرح بمصطلحات بسيطة هذا السؤال الشائك: متى تصبح المشكلة الجنسية عجزاً جنسياً؟
في رأي الدكتور بانكروفت، يعد فقدان الرغبة الجنسية للإناث، في حالات مختلفة، استجابة صحية وعملية للنساء اللواتي يعانين الإجهاد، والتعب أو تهديدات من قِبل أزواجهن. وأكد الدكتور جون بانكروفت مرة أخرى، أهمية الحاجة إلى وضع تعريف أوضح للعجز الجنسي عند النساء، موضحاً: «إذا لم نكن قادرين على التمييز بين موانع الاستجابة الجنسية وما بين تلك التي تعتبر خللاً، فسوف يختلط علينا الأمر ويصبح من الصعب التنبؤ في أي حالة سوف تأتي العلاجات الطبية بفائدة».
وفقاً لما قاله الدكتور جون بانكروفت، يعد الخطر ثلاثي الأبعاد؛ بسبب الإفراط في مداواة المشكلة جنسياً، وإهمال جوانب أخرى من حياة المرأة، وزيادة أعداد النساء اللواتي يعتقدن أنهن يعانين العجز الجنسي النسائي DFS، من دون أي أساس موضوعي، وأخيراً تركيز وتطبيع الحياة الجنسية للزوجين حول الجماع فقط.