شهدت الجلسة الختامية لمؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي التي عقدت في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية أمس الأول الأربعاء هجوما قويا ونادرا على الكيان الصهيوني بسبب انتهاكاته حقوق الشعب الفلسطيني ومواصلة اعتقال 13 برلمانيا فلسطينيا.
فقد ضجت الجلسة بعاصفة من الاحتجاجات بدءا من ممثل فلسطين قيس أبو ليلى وممثلة تونس سلاف القسنطيني وكذلك عضو مجلس النواب الأردني وفاء بني مصطفى وانتهاء برئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم الذي نجح بطرد وفد الكنيست الإسرائيلي ورئيسه نحمان شاي من الاجتماع، بعد ان رفض، وكعادة الوفود الإسرائيلية في المحافل الدولية، تقريرا خاصا أعدته لجنة فرعية في الاتحاد تعنى بحقوق الانسان للبرلمانيين، تحدث عن أوضاع 13 نائبا في سجون الاحتلال، وطالب باطلاق سراحهم.
كلمة الغانم التي وصفت رئيس وفد الكنيست بـ«المحتل وقاتل الأطفال والمغتصب»، واعتبرت كلامه «يمثل اخطر أنواع الإرهاب، وهو إرهاب الدولة» عكست حجم الغضب جراء استمرار الاحتلال وممارسات سلطات الكيان الصهيوني وانتهاكاتها لحقوق الانسان.
مواقف الكويت والغانم ليست جديدة، فهذه هي الكويت التي احتضنت الثورة الفلسطينية منذ انطلاقها، والتي تقاوم بشراسة الضغوط للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وقد بدأت هذه الضغوط فور تحرير أراضيها وإخراج القوات العراقية، وتصاعدت خلال الأشهر الماضية بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية ولقائه بقادة دول مجلس التعاون. كما أن الغانم نفسه كان دعا في العام الماضي أعضاء البرلمانات العربية إلى التفكير جديا بشكل عملي على التحرك لطرد إسرائيل من عضوية الاتحاد البرلماني الدولي، قائلا حينها «لا يشرفنا كعرب ولا يشرفنا حتى العضوية في الاتحاد البرلماني الدولي إن لم ننجح في تحقيق عمل يكون له صداه، ولا يوجد عمل بالنسبة لنا كبرلمانيين وكأعضاء في الاتحاد البرلماني الدولي غير محاولة طرد الكيان الصهيوني من الاتحاد البرلماني الدولي». هذه المطالب كان الغانم اعلنها بوضوح عام 2015 في دورة الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف.
موقف رئيس مجلس الأمة الكويتي تردد صداه في البرلمانات العربية وفي مواقع التواصل الاجتماعي وكان اسمه الأكثر تداولا على «تويتر» يوم أمس. واحتفال الشارع العربي بهذا الموقف يؤكد من جهة ان القضية الفلسطينية ما زالت حاضرة في الوجدان العربي، ومن جهة أخرى، وللأسف ندرة هذه المواقف، حتى ان بعض الخطابات العربية في المحافل الدولية أصبحت تخلو من ذكر القضية الفلسطينية، وهو ما كان لافتا في كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، كما كان لافتا رفض مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي التعليق على سؤال لمندوب «القدس العربي» في نيويورك حول ممارسات الاحتلال بحق أطفال فلسطين، معللا ذلك، بأنه لم يدرس الموضوع بشكل كامل ليعلق عليه.
ردة فعل الشارع العربي وترحيبه بموقف الغانم، لا شك ستجعل المخططين للتقارب والتطبيع مع الكيان الصهيوني، يعيدون حساباتهم، ويخططون من جديد لتجنب غضب الشارع.
وأخيرا، لم يخل الأمر من بعض الأصوات السعودية الشاذة، التي هاجمت الغانم واعتبرته ظاهرة صوتية، والرد على هذه الأصوات هو ما قاله الغانم لرئيس وفد الكنيست «ان لم تستح فاصنع ما شئت».