اخترنا لكدوشة فنية

فى ذكرى رحيله.. محمد فوزى فنان سبق عصره

51 عاما مرت على فراق “كازانوفا الشرق”، الذى عن عالمنا عام 1966، بعد صراع مع مرض نادر، إنه الفنان محمد فوزي الذي ترك إرثا من الأغنيات والألحان مازالت خالدة في الذاكرة إلى الآن.

أخبار ذات صلة

ولد الفنان المصري محمد فوزي عام 1918، في قرية كفر أبو جندي التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، ونشأ في أسرة كبيرة مكونة من 15 أخًا وأختًا -كانت من بينهم الفنانة هدى سلطان- والأب والأم، درس بمدرسة طنطا الابتدائية ثم التحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى بعد حصوله على الشهادة الإعدادية.

تعلم محمد فوزي  أصول الموسيقى على يد جندي إطفاء يدعى محمد الخربتلى، وكان يصطحبه للغناء في الموالد وحفلات الأعراس، ثم رحل إلى القاهرة عام ١٩٣٨، والتحق بفرقة بديعة مصابني، ثم فرقة فاطمة رشدي، ثم الفرقة القومية للمسرح.

 تعرف على فريد الأطرش ومحمد عبد المطلب ومحمود الشريف في ملهى “بديعة”، وقرر مشاركتهم في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها، ما شجعه على دخول امتحان الإذاعة كمطرب وملحن، ولكن على الرغم من نجاحه كملحن ورسوبه كمطرب، إلا أنه لم يستسلم، وظل حلم الغناء يراوده، وهو ما دفعه لإحياء أعمال سيد درويش التي أتاحت له الفرصة للتعاقد مع الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى كممثل ومغني في مسرحية “شهرزاد” لسيد درويش.

بعد معاناة مع الفقر وقع عقدا مع بديعة مصابني بقيمة 5 جنيهات في الشهر، وكان هذا مبلغا كبيرا وقتها، وعلمت مصابنى بوجود علاقة حب بينه وبين إحدى راقصات الفرقة وتدعى “لولا”، وكانت لوائح الفرقة تمنع قيام أي علاقة حب بين أفراد الفرقة حتى لا يؤثر على سير العمل، ما جعلها تقوم بطرد لولا، لكن فوزي تقدم باستقالته على الفور تضامنا مع حبيبته ومضحيا براتبه الكبير.

  في فيلم “معجزة السماء” قدم فوزي لونا فنيا جديدا وغريبا على الوسط الفني وذلك بغنائه أغنية “كلمني ضمني” لأول مرة في مصر والتي جاءت ضمن أغاني الفيلم فقد اكتفي فيها بصوت خلفي للكورال والذي عرف بفن “اكابيلا”، وهو فن استعراضي سمعي يستغني عن مصاحبة الفرقة الموسيقية وآلاتها، ويستعين بدلا منها بالصوت البشري من كل الطبقات ليحقق إنجازا غير مسبوق.

لحن النشيد الوطني للجزائر “قسما” الذي نظمه شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، والذى يفخر به الجزائريون حتى الآن.
وفى 20 أكتوبر من عام 1966 رحل المبدع محمد فوزى بعد مشوار مع المرض حير الأطباء، إذ ظل مرضه حتى رحيله لغزًا، فحتى تفسيرات بعض الأطباء بأنه سرطان عظام لم يكن مقنعًا، ففى أثناء مرضه وفى رحلته للخارج للعلاج أصدر المستشفى الألماني بيانًا قال فيه: إنه لم يتوصل إلى معرفة مرضه الحقيقي، ولا كيفية علاجه وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض بعد أن وصل وزنه إلى 36 كيلو، وقيل بعد ذلك إن المرض هو “تليف الغشاء البريتونى الخلفى” وأطلق على هذا المرض وقتها (مرض فوزى) هكذا سماه الدكتور الألمانى باسم محمد فوزى.

جاءت وصيته التي كتبها بنفسه مؤثرة ويقول في مقطع منها: “إن الموت علينا حق وإذا لم نمت اليوم سنموت غدا وأحمد الله أنني مؤمن بربي فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها، فقد أديت واجبي نحو بلدي و كنت أتمنى أن أؤدي الكثير ولكن إرادة الله فوق كل إرادة البشر والأعمار بيد الله لن يطيلها الطب ولكنى لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرا في حق نفسي وفى حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة.. تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السماء من أجلى.. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتي لبلدي.. أخيرا تحياتي لأولادي وأسرتي”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى