هي إرادة الله ثم الدورة السياسية في الشرق الأوسط تنتقل الحرب من رأس الخليج العربي وجنوب العراق والشام إلى غرب إيران، وجنوب وشرق تركيا، وشمال وغرب سورية.
كان الصراع يدور في الشام ما بين الفلسطينيين والعرب من جهة، وبين الإسرائيليين من جهة أخرى، منذ 1948 وربما قبل هذا التاريخ. ومنذ عام 1980 ولدت حرب أخرى ما بين العراق والعرب، وبين إيران واستمرت حتى عام 1988 دارت على الرأس الشمالي للخليج العربي وشرقي العراق، ثم نشبت حرب احتلال العراق للكويت 1990 وتحرير الكويت عام 1991، واحتلال أمريكا للعراق 2003 وانسحابها 2006، واحتلال إيران العراق على أقل تقدير سيطرتها على القرار السياسي في بغداد حتى الآن، ومن عام 2011 تم دخول النفوذ الروسي العسكري في سورية، ثم ماذا حدث:
أولاً: أصبحت أمريكا دولة حدودية على حدودنا الشمالية الشرقية.
ثانياً: أصبحت روسيا قريبة من حدودنا الشمالية، الحدود الأردنية السورية.
ثالثاً: أصبحت إيران دولة حدودية، على حدودنا الشمالية والشمالية الشرقية مع العراق، وقريبة من حدودنا الشمالية الغربية من سورية والأردن.
انقلب الحال السياسي لينتقل الصراع من جنوب العراق والشام إلى الشمال، وأصبحت الحرب بعد استفتاء الكرد العراقيين وقرب ولادة الدولة الكردية الكبرى التي ستقتطع من كل دولة الأرض والشعب، أصبحت بعيدة عن أراضينا وتحرق أطراف العراق الشمالية، وغربي إيران، وجنوب وشرقي تركيا، وشمال وغربي سورية.
لأول مرة يبعد شبح الحرب عن رأس الخليج العربي، وعن شمال خليج العقبة ويقترب من البحر الأبيض المتوسط وبحر قزوين، لأول مرة تتزحزح عنا وتبتعد الحرب وتصل هضبتي إيران والأناضول وأرض القوقاز، لقد زادت معاناتنا من دول طوق الشرق الأوسط التي كانت تقبض وتكتم على أنفاسنا العربية وبخاصة إيران نجدها اليوم تحرق النار أطرافها وأيضاً تركيا تأكل النار حدودها في قيام دولة الأكراد وحربها التي بدأت في مناوشات كركوك أو صراع الأكراد فيما بينهم.
نقلا عن صحيفة الجزيرة