يتوقع الكثير من المحللين والخبراء في مجال العملات الرقمية المشفرة وتكنولوجيا البلوك شان ان ترتفع عملة البيتكوين الى ما يقرب من 40 في المائة لتصل الى المستوى 6000 دولار قبل نهاية العام الجاري 2017، ولكنهم في نفس الوقت حذروا المستثمرين من حدوث تذبذبات كبيرة في السعر كما كان عليه الحال خلال الأشهر السابقة.
في الربع الثالث من العام الجاري شهدت عملة البيتكوين الكثير من الأحداث والتطورات المفصلية في تحديد مستقبلها منذ انشائها.وارتفعت العملة الرقمية بأكثر من 74 في المائة وقت كتابة هذا التقريرمنذ بداية هذا الربع في الأول من أيلول / سبتمبرالماضي، مع تغيرات الكبيرة في البيئة التنظيمية والقانونية وكذلك التطورات في التكنولوجيا الأساسية التي جرت في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وفيما يلي سوف نتطرق الى أهم هذه التغييرات والأحداث مع ادراج آراء بعض الخبراء حولها وكيفية تأثيرها على أسعار البيتكوين المستقبلية.
الصراع الداخلي والانقسام:
واجهت البيتكوين منذ نشأتها وخاصة بعد شهرتها واتساع المهتمين بها في السنوات الاخيرة، مشاكل حجم الصفقات وسرعة تنفيذها بسبب بعض العقبات التقنية المتعلقة بطريقة برمجة هذه العملة وهذا ما تسبب في تشكيل ازدحام وضغط على الشبكة. ولحل هذا المشكل، كان يلزم زيادة كمية البيانات التي يمكن معالجتها في معاملة واحدة، ولكن مجتمع مبرمجي البتكوين انقسم حول كيفية حل هذه المشكلة.
وبعد صراع ونقاش طويل تم التوصل الى حل في وقت سابق من هذا العام يقضي بانقسام عملة البيتكوين إلى عمليتين رقميتين، الأولى هي العملة الأصلية البيتكوين، وتم إنشاءعملة رقمية جديدة تسمى البيتكوين النقديةBitcoin cash.
على شبكة البيتكوين الأساسية، تم تنفيذ الترقية أو التحديث المعروفة باسم SegWit2X، الذي من شأنه أن يساعد على زيادة حجم وسرعة تنفيذالصفقات.
يبلغ الحجم السوقي للبيتكوين حوالي 10 مرات من حجم البيتكوين النقدي أو Bitcoin cash، ومنذ بدأ التداول في بداية أغسطس، ارتفع البيتكوين النقدي إلى ما يقرب من 900 $ قبل أن ينخفض إلى المستويات الحالية في حدود400 $ حسب بيانات شركة UFX(يو اف اكس).
تحول مركز الثقل إلى اليابان
إلى وقت قريب كانت الصين المحرك الرئيسي للأسعار البيتكوين، ولكن السلطات التنظيمية في البلاد بدأت حملة تشديد واسعة في البلاد على العملات الرقمية، وحظرت ما يسمى عروض العملة الأولية ICO، وهي الطريقة التي تستعملها شركات البلوك تشان لجمع الأموال للاستثمار في هذا المجال.
كما أوقفت العديد من منصات تداول البتكوين والعملات الرقمية الاخرى الرئيسية في الصين خدامتها لزبائنها الصينيين. وقبل هذه الإجراءات، شكل اليوان الصيني حوالي 17 في المائة من حجم تجارة البيتكوين عالميا لكن بحلول نهاية الربع الثالث، كان أقل من 3 في المائة.
وفي المقابل، كانت السلطات الرسمية في اليابان أكثر انفتاحا على العملات الرقمية. المنظمين هناك شرّعوا التعامل بالبيتكوين وبدأ تجار التجزئة قبولها كوسيلة للدفع. وفي الأسبوع الماضي، اعترفت وكالة الخدمات المالية اليابانية (FSA) رسميا بـ 11 شركة كمنصات مسجلة ومنظمة لتداول العملات الرقمية المشفرة.
وأفادت تقارير صحفية أن كبرى البنوك اليابانية تبحث في إنشاء عملتها الرقمية الخاصة باسمJ-coin، بدعم من المؤسسات الرئيسية.
وشهد الربع الثالث أيضا بلوغ البيتكوين أعلى مستوى لها في تاريخها عند 5،013.91 $،وقد ساعد على ذلك الدعم التنظيمي في بعض الدول، فضلا عن الاهتمام المتزايد من قبل المؤسسات المالية والتكنولوجية.
بيتكوين في الأفق؟
وقال «توماس غلوكسمان»، رئيس تطوير الأعمال في آسيا والمحيط الهادئ في Gatecoin: «على مدار العام، كنا نتوقع أن يتجاوز سعر بيتكوين 5000 دولار ويزحف قريبا إلى 6000 دولار بحلول نهاية العام، وهذا التوقع يتماش كثيرا مع معنويات السوق في هذه الأيام».
لكنه حذر المستثمرين من الاستعداد لمزيد من التقلبات والتذبذب في نوفمبرالقادم، وذلك لأن البعض في مجتمع بيتكوين قد يتحركون لرفض تحديث SegWit2X هذا يمكن أن تخلق انقسام آخر في البيتكوين، وربما إنشاء عملة رقمية أخرى.
وقال تشارلز هايتر، الرئيس التنفيذي لموقع CryptoCompare، أن بيتكوين يمكن أن تصل إلى 5000 $ بحلول نهاية العام، مدعومة بالاعتراف المتزايد وتشريع القوانين لتنظيم هذه الصناعة في الكثير من الدول.
وقال هايتر: «أكبر محفز للأسعار في بيتكوين هو القوانين والتنظيم، وقد بعث اليابان الحياة في السعر، كما أن ضباب عدم اليقين في دول وهيئات تنظيمه أخرى بدأ في الانقشاع».