انتخابات المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تبدأ غدا.. والعرب يخوضون المنافسة على هذا الموقع الرفيع بأربعة مرشحين، يمثلون ما يقرب من نصف عدد الذين يتنافسون على شغله..
وترجع أهمية موقع المدير العام لمنظمة اليونسكو، إلى المكانة الرفيعة التي تحتلها المنظمة على خريطة منظمات الأمم المتحدة، ويعود اهتمام العرب بهذا الموقع إلى أنهم يعتقدون – عن حق – أن المجال الثقافي من بين المجالات التي يتمتعون فيها – على المستوى الدولي – بميزة نسبية تدعوهم إلى السعي للحصول عليه، فضلاً عن أن مجالات التربية والتعليم من المجالات التي يحتاجون فيها إلى الحصول على خبرة إضافية تميز بينهم وبين غيرهم من دول العالم.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تفشل فيها المجموعة العربية وحلفاؤها داخل المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، في التوصل إلى درجة من التوافق فيما بينها، تمكنها من تشكيل كتلة انتخابية تستطيع أن تحسم المنافسة على موقع المدير العام للمنظمة لصالح أحد المرشحين العرب.
حيث صمم مرشح دولة قطر على مواصلة المنافسة مع المرشحة المصرية، رغم علمه بأنه ليس لديه فرصة في الفوز، حتى يبدو العرب أمام الآخرين منقسمين، وتضعف فرص فوزهم بالمنصب، لينتهي الأمر، بسبب قطر، إلى فشل العرب في الفوز بالمنصب، لينتقل موقع المدير العام إلى كتلة دولية الأخرى.
وحتى الآن، وبسبب تنافس المرشحين العرب الأربعة، على تولي منصب المدير العام لليونسكو، وإصرار كل منهم على عدم التنازل للآخر، فإن احتمال فوز أحدهم بالموقع يبدو بعيد المنال، على الرغم من الميزات النسبية التي تتمتع بها الكتلة العربية، التي تتكون من سبع دول تشكل فيما بينها ثلث عدد أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة، الذين يبلغ عددهم واحد وعشرين عضواً. لكنها تفقد هذه الميزة النسبية؛ لأن أربعة من بين هؤلاء العرب السبعة يتنافسون فيما بينهم على موقع المدير التنفيذي للمنظمة.
ويكشف تحليل قائمة المرشحين التسعة لموقع المدير العام للمنظمة عن الخطأ الفاحش الذي يقع فيه العرب. حين يخوض أربعة منهم المعركة، على هذا الموقع متنافسين، وبسبب خصومات وتوترات منافسات سياسية وغير سياسية قديمة وحديثة، فليس وارداً تحت أي اعتبار، أن ينسحب أحد المرشحين لصالح المرشح الآخر.
والأرجح – طبقاً لتقدير الذين يتابعون الصراع الانتخابي بين الطرفين – أن يسفر هذا الصراع عن فوز كل منهما في معركة إلحاق الخسارة المحققة بخسارة الطرف الآخر والحيلولة بينه وبين الحصول على موقع المدير التنفيذي لمنظمة اليونسكو.
أما المؤكد فهو أن المنافسة بين الدول العربية الأربع سوف تنقل احتمالات الفوز بموقع المدير التنفيذي لمنظمة اليونسكو، إلى قطبين آخرين من المرشحين التسعة، وإلى كتلة تصويتية أخرى بين الناخبين.. لتنحصر المنافسة على موقع المدير التنفيذي للمنظمة، بين وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة «إودري أزولي» وبين المرشح الصيني «كيان تانج».
ويقتصر رهان كل منهما على ثلاثة عشر صوتاً تضمها المجموعة الأفريقية في المجلس التنفيذي للمنظمة، فتعتمد الصين على أنشطتها الاقتصادية في الدول الأفريقية، في اجتذاب أصوات هذه الدول لمرشحها، بينما تعتمد المرشحة الفرنسية على أصوات الدول الأفريقية الفرانكوفونية لتضمن لمرشحها الفوز..
وبذلك يخرج العرب من مولد اليونسكو بلا حمص، بسبب إدمانهم لنصب الفخاخ لبعضهم البعض في المنظمات الدولية، مع أنهم قد يكونون الأكثر احتياجاً لموقع المدير التنفيذي لليونسكو في هذه الظروف المناخية السيئة، التي شاءت أن تهب فيها على أمتهم العربية عواصف الربيع العربي.