نون والقلم

نوبل والإرهاب

تجريد مدينة أوكسفورد البريطانية جائزة حقوقية كانت قد منحتها لـ«أون سان سو تشي» رئيسة وزراء ميانمار، التي كانت تدرس هناك، ربما هي إشارة قوية إلى نفاد صبر المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في ميانمار من ممارسات عنصرية ضد الروهينغا المسلمين.

** **

هذه الخطوة الصغيرة قد تكون بداية لإعادة تقويم استحقاق «سو تشي»، التي كانت رمزًا للدفاع عن حقوق الإنسان، من جائزة نوبل التي فازت بها عام 1991م من أجل دعمها لحركة اللا عنف، وغيرها من الجوائز العالمية، التي فازت بها في مجالات تتعلق بحقوق الإنسان، وحرية الفكر، واحترامها للقيم الإنسانية.. فما يحدث في بلادها من عمليات إبادة للروهينغا، وفرار أكثر من 500 ألف منهم عبر الحدود إلى بنغلاديش، وصمتها إزاء هذه الأحداث هو بلاشك تلطيخ لسمعة ليس فقط «سو تشي»، بل والمؤسسات الدولية، التي منحتها جوائز باعتبارها أحد الشخصيات الدولية المحترمة.

** **

يفترض أن تكون «أون سان سو تشي» أول مَن يشعر بمأساة الروهينغا، وهي التي عانت، كمعارضة سياسية، من قيود كثيرة أبرزها منعها من السفر.. وتحديد إقامتها. لكن موقفها السلبي تجاه الممارسات العنصرية وحرب الإبادة ضد الروهينغا، وتجنبها إدانة هذه الممارسات العنصرية، تفقد جائزة نوبل والجوائز العالمية الأخرى من قيمتها.

** **

وأخيرًا.. إن موقف رئيس لجنة جائزة نوبل باستحالة سحب الجائزة من أي شخص تسلَّمها، وعدم مسؤولية لجنة الجائزة عن أفعال أي شخص بعد استلامه للجائزة، يجعلنا نتساءل: كيف أُعطيت جائزة نوبل أصلًا لإرهابي مثل رئيس وزراء إسرائيل السابق مناحيم بيغن، كان معروفا للعالم وللجنة الجائزة تاريخه الإرهابي العريق؟

#نافذة

إن سمعة المدينة تلطَّخت بسبب تكريم مَن يغضون البصر عن العنف

ماري كلاركسون

عضو المجلس المحلي بحزب العمال البريطاني

نقلا عن صحيفة المدينة

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى