اخترنا لكنون والقلم

أعداء المصالحة الفلسطينية

هو إنجاز بكل المقاييس يحسب لمصر ان تتم المصالحة الوطنية بين جميع الفصائل الفلسطينية وحركة فتح وأن تجتمع حكومة الوفاق الوطني لاول مرة في غزة منذ 10 سنوات وهذا الاجتماع رغم انه لم يؤد الي نتائج سريعة ومنها رفع الحصار علي غزة وفتح المعابر مع رام الله الا ان هذه الخطوات تأتي لاحقا ولكن الاهم الان كيف نحصن هذه المصالحة خاصة وان الحركات الاسلامية في غزة لا كلمة لها فهي تأخذ اوامرها من خارج فلسطين سواء الفتح الاسلامي او الجماعة الاسلامية او حماس فهي تابع لكيانات كبيرة موجودة خارج فلسطين كما توجد تيارات يسارية نفس الامر فأغلب الفصائل داخل القطاع قرارها ليس بيديها.

كما يجب تحصين هذه المصالحة من المستفيدين من حالة الانقسام والمزايدين بالقضية الفلسطينية والمتاجرين بها لكسب ود شعوبهم او خداعهم وهو التعبير الاصح واقصد هنا بالنظامين التركي والقطري بجانب نظام الملالي في ايران فهؤلاء هم من ازعجونا بالقضية الفلسطينية وحولوا الامر من حصار اسرائيلي علي القطاع الي حصار مصري حتي يكونوا هم رعاة القضية ولم يقدم منهم اي نوع من الدعم لاتمام المصالحة ولم يبادر اي منهم لاتمامها بل اتوقع ان يعملا علي افسادها كما فعلوا سابقا في اتفاق مكة.

أما النظام الايراني الذي يرفع شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل لم نر منه اي بادرة تترجم هذا الشعار الي فعل بل العكس هو يساعد الكيان الصهيوني بالعبث بمقدرات الدول العربية في اليمن والعراق والبحرين وسوريا ولبنان وهو من يعمل علي تقسيم المجتمعات العربية بين سنة وشيعة  مما يجعل الكيان الصهيوني في امان من غضبة العرب والمسلمين فالعداء الاسرائيلي الايراني هو عداء وهمي للضحك علي الشعوب الاسلامية وخاصة الشيعة منهم والحقيقة ان  الاطماع الايرانية تلتقي مع الاطماع الاسرائيلية في المنطقة فإسرائيل تريد ان تكون دولة دينية يهودية وايران تريد ان تكون دولة شيعية كبري وتكون حامية الشيعة مثلما تريد اسرائيل ان تكون حامية اليهود في العالم.

وبالتأكيد ستاتي جماعة الاخوان الإرهابية من أكبر المتضررين لأن المصالحة قادتها مصر والنظام المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي وهم فشلوا في اتمامها رغم وجودهم في السلطة عامين متكاملين وهم يريدون أن يثبتوا أن هذه المصالحة هشة وغير حقيقية وانها جاءت وفق ضغوط دولية واقليمية وسوف يقومون بتحريض كوادرهم في حماس للعمل علي افساد المصالحة و تشويه مسيرتها.

فهؤلاء هم المتضررون من المصالحة لأن استمرارها والانتقال الي العملية الديمقراطية الاراضي العربية المحتلة يعني ان دبلوماسية المال قد انتهت إلي الأبد وان الفصائل الفلسطينية استقلت استقلال حقيقي عن الخارج وأن لغة المصلحة الوطنية ستكون هي الغالبة وفي النهاية نريد أن ننهي الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية كلها وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الموحدة.

إنجاز المصالحة يجب ان يؤتي ثماره بسرعة يشعر بها المواطن داخل القطاع اول هذه النتائج فك الحصار من ناحية الكيان الصهيوني وتسهيل حركة المرور من مصر الي غزة والعكس  وتنشيط حركة التبادل التجاري بين مصر والاقليم ورام الله فهذه الأشياء البسيطة سوف تشعر المواطن الغزاوي ثم المواطن الفلسطيني بوجه عام بان المصالحة امر حيوي وضروري له ووقتها سوف يدافع عنها ضد اي محاولة لإفسادها فكل ما نريده أن نجلس علي مائدة المفاوضات  مع الكيان الصهوني يد واحدة صوت واحد لنا نفس المطالب لا مجال للتنازل عنها ووقتها سوف يرضخ هو ومن يدعمه في الخلف.

أخبار ذات صلة

Back to top button