هلل الكثيرون فى الوطن العربي فرحًا، وفخرًا بمظاهرات “طلعت ريحتكم” اللبنانية، ومنهم من قال انها الثورة الوحيدة الحقيقية فى “ربيع الثورات العربية”، ومنهم من لم يري فيها غير “المزز” اللبناني على حد وصفهم، وهناك من وقف تفكيره عند مشكلة القمامة وفشل وزير البيئة اللبناني ونواب الشعب فى ايجاد حل لتكدسها بالشوارع حتى “طلعت ريحتها” النتنة .
رفع المتظاهرون اللبنانيون، لافتات تشبه رائحة فساد رؤساء الطوائف واعضاء البرلمان المعطل العاجز عن التشريع ، برائحة النفايات التى عجزوا عن التخلص منها، مطالبين بتقديم استقالتهم والرحيل خصوصًا بعد فشلهم فى اختيار رئيسًا للبلاد منذ 15 شهرا، و27 جلسة برلمانية، علاوة على انتهاء المدة الحالية لقائد الجيش، وهو منصب مسيحى، حيث قرر وزير الدفاع بشكل منفرد تمديد منصب القائد الحالى دون الرجوع إلى الحكومة، وبالتالى تأجل حسم المشكلة لمدة عام جديد.
لكن ببعض الملاحظات والتأني نجد ان هناك صورًا ومواقف فضحت الحقيقة وكشفت الوجه الاخر لـ”طلعت ريحتكم”، فظهرت حقًا الرائحة الخفية للموضوع.
1- صور “حسن نصر الله” الممنوعة
اجبر مؤيدون لـ”حزب الله” الشيعي قناة “إل بي سي” المحلية اللبنانية، على ازالة صورة الأمين العام للحزب “حسن نصر الله” ، من ضمن صور زعماء سياسين اخرين يطالب النشطار برحيلهم ويحملونهم المسؤولية عن الفساد والتدهور السياسي والاجتماعي التى تمر به البلاد ، حسبما ذكرت صحفية “الشرق الاوسط”.
نشطت بعد ذلك حملة الكترونية اطلقها ناشطون “حزب الله” تدين محاولات ضم “حسن نصر الله” الى الزعماء السياسين الاخرين فى البلاد معتبرين ان ضمه للاخرين “يمثل اهانة له كونه رمزًا سياسيًا ودينيًا، أهانة لكرامة اللبنانين” على حد زعمهم متناسين ان “حزب الله”، هو الاكبر بين الاحزاب اللبنانية الاخرى التى يتهمونها بالفساد وصاحب السيطرة والسلطة على كثير من الاراضي اللبنانية .
فيما ألمح المحلل السياسي اللبناني “جورج علم” في حوار مع وكالة الانباء الالمانية “دويتش فليه”، الى وجود “دور واضح لحزب الله في تأجيج الاوضاع وانطلاق المظاهرات، وذلك من أجل الخروج عن اتفاقية “الطائف” المبرمة منذ عام 1989 والتي وزعت الحصص الطائفية في كيفية حكم لبنان، وكان لها دور في انهاء الحرب الاهلية.
واستشهد المحلل السياسي بمحاولة بعض المتظاهرين من رفع صور “حسن نصر الله” وذلك إسوة بباقي زعماء الاحزاب الأخرى الذين رفعت صورهم للمطالبة بمحاسبتهم على ما تسببوا فيه من مشاكل للبنانيين، الا انه تم قمعهم وتم انزال الصور بشكل سريع.
2- وشم 313 وصور “علي”
نشر موقع “العربية.نت” تقريرا عن مجموعة صور التقطت لشباب مشاركين فى الاحتجاجات اللبنانية تظهر على اجسامهم وشوم ترمز إلى الطائفة الشيعية،هو ما اثار تساؤلات حول احتمال تورط إيراني بواسطة حلفائها في لبنان في أعمال الشغب التي شهدت إشعال الحرائق وتكسير الممتلكات وإلقاء الزجاجات الحارقة على قوى الأمن.
استدلت “العربية.نت” بصورة لشاباً وشم على ظهره “صورة منسوبة للإمام علي” (كرم الله وجهه)، والآخر يلبس قلادة على هيئة “سيف ذوالفقار” للإمام “علي”، والثالث كتب على ذراعه الأيمن شعار “يا علي مدد”، كما رصدت بين هذه الرموز ثمة رقم له دلالات في المذهب الشيعي وهو الرقم “313” حيث كان موشوماً بين كتفي أحد المتظاهرين.
بالبحث على موقع “الحوزة”، أي الحوزة الدينية بمدينة قم الناطق بالفارسية، نشرت دراسة تتحدث عن “أصحاب الإمام المهدي” أي الإمام الغائب في المذهب الاثني عشري فتؤكد “أن أصحاب الإمام المهدي الخواص الذين سيشكلون أركان القيادة التابعة له عددهم 313 شخصا”.
ويضيف الموقع “أن عدد أصحاب الإمام المهدي المنتظر يماثل عدد الصحابة الذين حضروا معركة بدر وأيضاً أصحاب النبي طالوت أي 313” حسبما ذكرت “العربية.نت”.
بالبحث الإلكتروني باللغة الفارسية”الايرانية” لمعرفة دلالات هذا الرقم وإلى ما يرمز، أظهر محرك البحث أسلحة إيرانية وموقع قرصنة إلكترونية ومجلة إلكترونية تابعة لقوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الايراني ومدونات خاصة باللغة الفارسية تحمل رقم “313” أو اسم مضاف إلى هذا الرقم.
طرحت “العربية.نت” سؤالها فة نهاية التقرير، هل هؤلاء كانوا ينتمون إلى حلفاء إيران في لبنان الذين يقدمون أنفسهم كممثلين للطائفة الشيعية ويسمون من لا يقف معهم بـ”شيعة السفارة”؟!.
وسوف تكشف الأيام القادمةإجابات شافيةترد على ما اثير من شكوك حول الاهداف الطائفية السياسية المراد تحقيقها جراء احتجاجات “طلعت ريحتكم”.
