رغم أنه ليس لى رأى محدد فى مسالة الاستفتاء الذى جرى فى إقليم كردستان إلا أن موقفى المبدئى ضد تقسيم أى دولة عربية وضد أى دولة تقوم على أساس طائفى أو عرقى أو دينى ولكن ما استوقفنى هو موقف تركيا وإيران وهما موقفان متناقضان مع ما قاما به فى السنوات الماضية من مواقف.
فالرئيس التركى أردوغان وصف الاستفتاء بأنه إعلان حرب على تركيا، وقال كل الخيارات مطروحة وقيد الدراسة لفرض عقوبات على إدارة الإقليم الكردى شمالى العراق، بدءًا من العقوبات الاقتصادية وصولًا للخيارات العسكرية، وغلق المجال الجوى، والمعابر الحدودية وقال: إنه لا يسمح بإقامة دولة إرهابية على حدود بلاده.
ويبدو أن الرئيس التركى الذى دعم الإرهاب وجماعات الإرهاب نسى ما فعله فى ليبيا ودعمه المتواصل لجماعات اسلامية مثل الاخوان المسلمين وانصار الشريعة وداعش وارسال الاسلحة لهم سفينة وراء سفينة بهدف اقامة دولة إرهابية على حدود مصر الغربية ويهدد الأمن القومى المصرى وعندما تحركت القيادة السياسية سارع أردوغان الى استقبال قيادات هذه الجماعات وجدد دعمهم لهم بجانب ما يقوم به فى السودان وإثيوبيا من تحريض على مصر بواسطة أنصاره من جماعة الإخوان الإرهابية.
وأردوغان يهدد بحصار الأكراد برا وجوا واقتصاديا بل ويهدد بالتدخل العسكري!! وعندما شعرت دول الخليج ومصر أن قطر تدعم الإرهاب وتهدد الأمن القومى لهذه البلاد، وقررت فقط مقاطعة قطر مجرد مقاطعة هب أردوغان لنجدة قطر وأرسل لها الجنود والعتاد والغذاء وأعلن انحيازه التام لها رغم أن ما حدث هو مقاطعة وليس حصارا، ولم يعلن على لسان أى مسئول فى الدول الأربع أن هناك تدخلا عسكريا فى قطر فى حين يهدد هو بفرض حصار أحادى الجانب على الأكراد.
فالقضية واحدة.. كل ما يهدد الأمن القومى لأى دولة من حقها الرد عليه لكن الرئيس التركى حلل لنفسه تهديد الأمن القومى لمصر وتونس والجزائر برعاية العناصر الإرهابية، ويرفض فى نفس الوقت قيام دولة كردية على حدوده الجنوبية لأن قيام هذه الدولة تهديد للأمن القومى التركى.
ونفس الأمر بالنسبة لإيران التى استغلت الأزمة مع قطر وزايدت على الدول العربية، وهى من تعبث فى اليمن وتعمل على دعم جماعة الحوثى الشيعية، وهى من تدير الشيعة فى البحرين ودول الخليج لإثارة القلاقل فيها، وتبقى إيران أكبر مصدر تهديد للأمن القومى لدول الخليج وأصبحت تهدد الأمن والسلم الدوليين، ولكن سارعت بالتحالف مع تركيا فى الأزمة القطرية، والآن تقف معها ضد الأكراد فى قمة التناقض السياسى لدولتين من المفترض أنهما أصحاب مبادئ فى مواقفهما السياسية لأنهما ترفعان شعار الإسلام والدفاع عنه، فأردوغان عين نفسه حامى حمى المذهب السنى وإيران حامية المذهب الشيعى لكن الانتهازية التى سيطرت على سياسة الدولتين كشفت أن الإسلام بالنسبة لها شعار فقط لابتزاز الدول مثلما يحدث الآن مع قطر.
فموقف مصر المبدئى مع الحكومة العراقية وضد التقسيم وضد إقامة دولة كردية، وهى مواقف مبدئية، كما أنها ضد التدخل فى الشئون الداخلية للدول وضد محاولات تهديد أمنها الوطنى الممتد من الخليج إلى المحيط ومن باب المندب إلى بورسعيد، فهل يتعلم أردوغان وروحانى الدرس من مصر.
وليعلم الجميع أن أى دولة مدعومة من الكيان الصهيونى سيكون مصيرها الفشل ولن تقوم لها قائمة، وأقول لكل كردى حر فى العالم احذروا الأفعى الصهيونية فهى لا تريد بكم خيراً.