قطان: خادم الحرمين يقود المعركة ضد الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين
أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى القاهرة أحمد بن عبد العزيز قطان،أن المملكة العربية السعودية لا تَدّخِر جهداً في مكافحة الإرهاب فكراً وممارسةً بكل الحزم وعلى كل الأصعدة، وأن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- لن تتوقف يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم.
وقال «قطان» أن ملك الحزم أكد للعالم أجمع أن المملكة دولة محبة للسلام وفي نفس الوقت، تحارب الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، وتعمل على تجفيف مصادر تمويله؛ حيث سنت الأنظمة والقوانين التي تجرم من يمول الإرهاب ويدعمه ويموله ويستضيف الارهابيين على أرضه وينشر رسالة الكراهية والتحريض ويتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى.
وأضاف خلال حفل استقبال اليوم في القاهرة بمناسبة الذكرى الـ 87 لليوم الوطني للمملكة،أن «المملكة لم تَدّخِر المملكة جهداً لنُصرة القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي لها الأولوية الأولى، إلى أن يستعيد الشعب الفلسطيني أرضه المسلوبة ويقيم دولته وعاصمتها القدس الشريف».
وفي بداية الحفل، بحضور دولة رئيس مجلس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل، و الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب، ألقى معالي السفير قطان كلمة رفع خلالها أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، -يحفظه الله-، وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل، راجياً من الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة لسنوات عديدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأن تنعم بلادي وجميع دول العالم بالأمن والأمان.
وقال معاليه إن الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام هو ذكرى التاريخ الذي أعلن فيه المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود «طيب الله ثراه» عن تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1932م، وقد جاء هذا الإعلان بعد رحلة كفاح طويلة وشاقة، بدأها يرحمه الله بفتح واستعادة مدينة الرياض عام 1902م، واستمر بعدها لثلاثة عقود في توحيد شبه الجزيرة العربية وترسيخ الأمن والأمان في كافة ربوعها تحت راية “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، ليحقق بذلك أكبر وحدة عربية في القرن العشرين، إلى أن توفاه الله في عام 1953م.
وأضاف السفير قطان قائلاً: «لقد تواصلت واستمرت مسيرة الخير والنماء التي بدأت منذ عهد الملك المؤسس يرحمه الله في عهد أبنائه البررة من بعده، الملك سعود، ثم الملك فيصل، ثم الملك خالد، ثم الملك فهد، ثم الملك عبد الله، يرحمهم الله جميعاً، وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله، وشملت المسيرة تنمية وتطوير المملكة وإدارتها وتحديث أنظمتها في كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، حتى أضحت في مصاف الدول المتقدمة في العالم، وأصبح المواطن والمقيم والزائر ينعم بالازدهار والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية».
وأشار السفير أحمد قطان في كلمته إلى إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -يحفظه الله-، لرؤية «المملكة 2030»، تكليلاً لتلك المسيرة ليرسم ملامح مستقبل مشرق للمملكة تبنيه سواعد أبنائها من شباب وشابات الوطن الغالي، مبيناً أن مكانة المملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي ستمكنها بإذن الله من أداء دورها الريادي كعمق وسند للأمتين العربية والإسلامية، كما ستكون قوتها الاستثمارية المفتاح والمحرّك لتنويع اقتصادها وتحقيق استدامته، فيما سيمكّنها موقعها الاستراتيجي من أن تكون محوراً لربط القارات الثلاث، بعون الله ومشيئته.
وقال: «لقد شرفنا الله عز وجل بخدمة الحرمين الشريفين، وهو شرف ومجد لا يضاهيهما شرف ومجد آخر، وبذلت القيادات الرشيدة منذ عهد الملك المؤسس -يرحمه الله-، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله، الغالي والنفيس لتوسعة الحرمين الشريفين وتذليل كافة الصعوبات التي تواجه الحجاج والمعتمرين لكي يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة».
وأفاد بأن هذه المناسبة الغالية تأتي بعد أن نجح موسم حج هذا العام نجاحاً باهراً أشاد به القاصي والداني والذي يعد وسام شرف على صدر المملكة حكومة وشعبا، حيث قامت المملكة هذا العام باستخدام أحدث التقنيات وتكنولوجيا المعلومات لتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وهو ما ظهر جلياً في حزمة الخدمات والتطبيقات الالكترونية التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة، وجاء هذا النجاح الباهر ليرد على الدول المارقة التي طالبت بتدويل الاماكن المقدسة وحاولت تسييس الحج والذي تعتبره بلادي بمثابة عمل عدواني واعلان حرب عليها وتحتفظ المملكة بحق الرد على أي طرف يعمل في هذا المجال.
ونوه السفير «قطان» بالمستوى المتميز الذي وصلت اليه العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -أيده الله- وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وما تشهده في الوقت الراهن من تطور وتعاون ملحوظ في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية، مبينا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كان حريصاً منذ الأيام الأولى لتوليه مقاليد الحكم، على التأكيد على أن “موقف المملكة تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير، وأن علاقة المملكة ومصر أكبر من أي محاولة لتعكير العلاقات المميزة والراسخة بين البلدين الشقيقين”.
وقال: خلال زيارته يحفظه الله لمصر في إبريل 2016م قال« لمصر في نفسي مكانة خاصة، ونحن في المملكة نعتز بها، وبعلاقتنا الاستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي، حفظ الله مصر، وحفظ شعبها”، وتوالت بعد ذلك الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين الشقيقين لتؤكد على عمق ورسوخ تلك العلاقات التي تُعد نموذجاً يحتذى به للإخاء والتعاون ووحدة الصف في مواجهة كافة التحديات التي تواجه العالم العربي».
وشدد على أن المملكة ومصر هما جناحا الأمة العربية وعليهما يقع العبء الأكبر للمحافظة على أمن واستقرار منطقة الشرق الاوسط، وقال أرجوا من الله العلي القدير أن يوفقه لتوطيد هذه العلاقات لتصل إلى الأفضل بإذن الله.
عقب ذلك، ألقى رئيس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل كلمة نقل فيها تهنئة فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله-، وللشعب السعودي بهذه المناسبة وتمنياته للمملكة بدوام الرقي والتقدم والازدهار والاستقرار.
كما قدم رئيس الوزراء المصري التهنئة باسمه وباسم مجلس الوزراء المصري للمملكة حكومة وشعباً، مثمناً وقوف المملكة بجانب مصر عقب ثورة 30 يونيو تلك الوقفة التي ساندت إرادة الشعب المصري وكان لها أبلغ الأثر في دعمه في مواجهة التحديات التي تعرض لها عقب تلك الثورة.
وأكد على قوة العلاقات بين مصر والمملكة، ووصفها بالمتميزة التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، مشيراً إلى أن التعاون الكامل بين البلدين من شأنه تعزيز الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة العربية.
وشدد على وقوف مصر مع المملكة صفاً واحداً في محاربة الإرهاب، وبهدف تخليص أمتنا العربية من شروره والعمل سوياً من أجل استقرار الأمة العربية وتحقيق الأمن والأمان لشعوبها.
وبدوره، نوه دولة رئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبد العال -في كلمته، بعمق العلاقات المصرية السعودية، مشيداً بموقف المملكة ومساندتها لمصر ضد كل ما يحاك لها من مؤامرات بهدف زعزعة أمنها واستقرارها.
وقال إنه منذ تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قيادة المملكة حرص –حفظه الله-، على استكمال مسيرة أسلافه، بدءاً بالملك المؤسس عبد العزيز آل سعود –طيب الله ثراه-، تجاه مصر، واستمرار التكامل معها، خاصة وهي تخوض معركتها ومعركة أمتها ضد الإرهاب.
وحرص في كلمته على تقديم التهنئة باسمه واسم أعضاء مجلس النواب إلى المملكة، قيادة وشعباً، بهذه المناسبة التي يسجلها التاريخ، بوصفها منارة تضيء الطريق للأجيال القادمة.
وقد بدأ الحفل المُعًدُ بهذه المناسبة بالسلامين السعودي والمصري، وعقب الكلمات، شاهد الحضور عرضاً مصوراً عن تاريخ وتراث المملكة ومسيرة التطور والتنمية التي شهدتها في جميع المجالات، وأوجه النهضة العمرانية والحضارية التي عمت أرجاءها.
وأعرب الحضور عن تهنئتهم للمملكة بهذه المناسبة، متمنين لها دوام العزة والرفعة والاستقرار والرخاء في ظل القيادة الرشيدة والحكيمة لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-.
وقد حضر الحفل عدد كبير من الوزراء والمسؤولين المصريين ولفيف من السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين لدى مصر وأعضاء سفارة المملكة ومديرو ومنسوبو المكاتب السعودية بالقاهرة وعدد من المواطنين السعوديين المتواجدين في مصر ومجموعة من رجال السياسة والمثقفين والإعلاميين.