عندما لجأت مجموعة تسمي نفسها أسود الجزيرة والتي كانت تعمل ضد القواعد الأميركية في الجزيرة العربية إلى أحد مساجد محافظة مبارك الكبير، تمت مهاجمتهم بقسوة وهم داخل المسجد، الذي أطلقت عليه عشرات الآلاف من الرصاص والقذائف حتى قتلوا جميعاً وقضى آخرهم في سيارة الإسعاف، ولم نحتج لمصلحة الوطن والحفاظ على العهد أهم لدينا من أي شخص أو مجموعة.
وعندما ارتكب الداعشي جريمته النكراء في حق مصلي مسجد الصادق وهلك، سيق للعدالة جميع من خطط أو آوى أو تستر على أعضاء هذه الخلية الضالة بمن فيهم أمهات وزوجات المتهمين، بل وتمت المطالبة بنصب المشانق حتى قبل أن تتم التحقيقات معهم، وأيدنا هذه المطالب بإيقاف أي ردة فعل طائشة في ساعة حزن، أو من ساعٍ للفتنة.
واليوم نرى ونسمع ما لا يعقل ولا يقبل به، من تبرير وتحوير ومقارنة للدفاع عن جريمة أمن دولة من الدرجة الأولى، وخيانة للوطن بالتعاون مع دولة معادية وحزب أهدر دماءنا سابقاً، وحاول اغتيال أمير القلوب، وقتل شيوخاً وأطفالاً من دون شفقة، بل وهناك من هدد بالتصعيد والضغط لكي تكيف هذه الجريمة بما يخفف العقوبة عن هذه المجموعة الخارجة عن القانون، مدعين الحفاظ على الوحدة الوطنية.
لقد مللنا الاستقواء بالخارج، ودعوة الأغراب للتدخل في شؤوننا الداخلية عند أي واقعة أو حادثة، والتعليق على قضايا الدولة وأحكام القضاء، متخذين من الوحدة الوطنية عذراً.
لقد صبرنا على أمور كثيرة يصعب علينا أن نتحملها مثل تبجيل قاتل أولادنا، والتبرع والتطوع لميليشيات عسكرية خارجية لتدريب الشباب للقيام بأعمال إرهابية وحضور أجانب لاختيار مرشحين لانتخاباتنا المحلية، بل وصفنا أحدهم بما لا يليق بنا، ودعا آخر للانضمام والولاء لدولة أخرى، ووقفوا ضد كل ما فيه جمع لشمل الدول الخليجية للوقوف في وجه الأطماع الخارجية، والتي لولاها بعد الله سبحانه وتعالى لما علمنا بهذه المؤامرة الكبرى ووقفنا في وجهها بالوقت المناسب.
وإن استمر هذا الإرهاب الفكري والاستقواء بالخارج لتحقيق مكاسب أو لتعطيل القانون فلا تستغربوا إذا دفنت الوحدة الوطنية بين المقبرتين، وبدأ كل طرف بالتفكير في مصالحه الفئوية، فما عدنا نستطيع حمل المسؤولية وحدنا، فالشق عود والرقعة صغيرة، والأمر يتطلب تكاتف الجميع.
نقلا عن صحيفة الرأي العام الكويتية