عن طريق الوساطة الروسية نفذت واشنطن مطالب إيران بالتعامل «الإنساني» مع قافلة داعش الإرهابية لتنتقل إلى الحدود العراقية – السورية. قال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة إنه أوقف مراقبة هذه القافلة بطلب روسي! واستمر توافد هذه الباصات الداعشية إلى العراق بحماية عناصر من حزب الشيطان اللبناني، كانت طهران أزبدت وأرعدت حماية لهذه القافلة من أي استهداف، بغطاء تصريحات عن الإنسانية التي لم تعرفها ميليشياتها التي أحرقت البشر وقتلت وهجرت العرب السنة.
مربع الإنسانية الجديدة هذا يتكون من إيران وصنيعتها حزب الله اللبناني وسيط الصفقة، وروسيا وأميركا، والإنسانية هنا تجاه إرهابيين، تطلق عليهم كل هذه الدول صفة الإرهاب الدولي في واشنطن وموسكو والتكفيريين بحسب نصرالله وخامنئي. هكذا وبكل بساطة يجري نقل إرهابيين مسلحين في باصات تحت أنظار وحماية دول «مكافحة الإرهاب»، ويتم الحفاظ على سلامتهم إلى حين وصولوهم إلى جهتهم المرسومة.
هذه الفضيحة العلنية لم تلق حقها من التحليل ولا الإدانة طبعاً! مع أن العراقيين أو بعضهم على الأقل انتبهوا للفخ الجديد الذي تنصبه إيران وصنيعتها حزب الشيطان للعراق مرة أخرة، لكن ليس بيد العراقيين حيلة وطهران تسيطر بميليشيات الحشد الطائفي عليهم، وكما حدث في الموصل ينتظر أن تستخدم داعش كحصان طروادة لهدم مدن وتهجير سكان من العرب والسنة، يتوقع أن تكون كردستان واحداً من الأهداف لهذا الحصان المرتزق.
بعد مرحلة محور الشر الذي أطلقته واشنطن في زمن مضى، جاء محور الإنسانية لداعش، الطريف أن أهم طرف في محور الشر سابقاً أصبح الطرف الرئيس في محور الإنسانية الإرهابية بموافقة أميركية، تملي إيران رغباتها على واشنطن عن طريق موسكو، لكن الهدف الاستراتيجي واحد.
ربما هذا يفسر الأقوال الأميركية بأن القضاء على داعش يحتاج إلى عشرات من السنوات، لا بد أن تبقى شوكة داعش الإرهابية إلى حين القضاء المبرم على الحواضر السنية في العراق وسورية، إنها النتيجة الفعلية المتحققة على الأرض منذ بروز المشروع الإيراني – الأميركي.
من يحتضن الإرهاب ويغذيه تحت شعار مكافحته؟ من يستغل الإرهاب بادعاء مكافحته؟ هذا الفصل «الصغير» من مسلسل داعش الوحشي يخبر عن حقيقة صانعيه، المؤسف أن هذه الصناعة استخدمت شعارات عاطفية دينية تجذب السذج والأغبياء من السنة، ليكونوا حطباً لنارها ضد دينهم وأنفسهم وأوطانهم وشعوبهم.. انتظروا جولة داعشية جديدة في العراق.