يمكن القول إن الوساطة الكويتية في الأزمة القطرية وصلت إلى محطتها الأخيرة من دون تحقيق نجاح في إنهائها، استناداً إلى تصريحات الشيخ صباح الأحمد في مؤتمره الصحافي مع الرئيس الأميركي، ومع بيان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب الذي أشار إلى تقديرها لدور الكويت مع أسف على ذكر أميرها عن نجاح الكويت في تجنب خيار عسكري «لم يكن مطروحاً بأي حال».
مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية حاول التخفيف من ذكر الخيار العسكري، حين علق على بيان الدول الأربع من دون إشارة إلى احتمال ذلك الخيار نصاً، إذ أكد «نجاح الكويت في التهدئة وتجنب التصعيد بكل ما ينطوي عليه من مخاطر».
لكن الحقيقة وقبل هذا وفي وقت مبكر من الأزمة القطرية كانت هناك تصريحات، منها تصريح لوزير الخارجية السعودية عادل الجبير نفى فيه التفكير في خيار عسكري، وأنه غير مطروح على الإطلاق.
واشنطن عرضت الوساطة في الأزمة القطرية، وهي الأكثر علماً بخفايا الدولة العميقة في قطر، إذ إن بذور المشروع القطري نثرت في عهد بوش الابن، وازدهرت في عهد أوباما، ولم تكن واشنطن بعيدة عنه، بل إن كل ما تم كان تحت أنظارها، وهي تعلن محاربة الإرهاب وتمويله منذ أمد بعيد. والسؤال هل لواشنطن مصلحة في إنهاء الأزمة القطرية الخليج عربية، أم أن الإبقاء عليها متأججة يحقق لها مصالح أكبر وأطول أمداً؟ وهل يتطابق هذا مع مصالح الدول الأربع أم لا؟
وحين يفكر الساسة في الإجابة عن السؤال المهم بحثاً عن مصالح أوطانهم وشعوبهم يجب أن يضعوا في الاعتبار ماذا فعلت واشنطن «وليس ما قالت» في العراق وسورية؟