اخترنا لكنون والقلم

الخليج: حوار المطالب انتهى.. متى التنفيذ؟

معضلة قطر بل طامتها الكبرى أنها، في كل مرة، لا تترك لنفسها فرصة للمراجعة والرجوع، وكأنها استمرأت لعبة الهروب إلى الأمام حتى الإدمان، ولا تهم، بعد ذلك، نتيجة هذا اللهاث: الهاوية حتمية والتكهنات على زمن نهاية اللعبة أو السقوط النهائي فقط.
ولا نهاية لصبر ورحابة صدر قائد الإنسانية، الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة الذي خذلته قطر وخذلت وساطته الكريمة في هذه المرة أيضاً، فبادرت، كعادتها، إلى وضع حصان التأزيم أمام عربة المعالجة، ليردّد وزير خارجيتها ثرثرته نفسها، وأسطوانته المشروخة ذاتها: إنهاء مقاطعة الدول الأربع، ثم الحوار على قائمة المطالب.
ما لا تفهمه الدوحة، أو ما لا تريد أن تفهمه، أن الحوار معها انتهى في العام 2014، وصولاً إلى اتفاق الرياض التكميلي، وفي صميمه عدم إيواء الإرهابيين والمتطرفين والمعارضات الخارجية، وفي قلبه الاعتراف بالوضع الجديد في مصر، والكف عن التحريض ضد مصر العروبة وشعبها العريق. الحوار مع قطر انتهى يوم وقّعت على اتفاقي الرياض والرياض التكميلي، ويوم «استجدت» قادة مجلس التعاون لعقد القمة في الدوحة؛ حيث حظيت بموافقة، تصور المخلصون في الخليج أنها تجاوز لامتحان خليجي عسير. الحوار مع قطر انتهى قبل ثلاث سنوات، وبدل الالتزام مضت في بغيها وتكبّرها أكثر، وفي دعمها التطرف والتطيف والإرهاب وإثارتها خطاب الكراهية والبغضاء أبعد فأبعد.
انتهى الحوار مع قطر. نقطة أخيرة في جملة فعلية قصيرة، فما هي جدوى حوار جديد، إن لم يكن حوار تنفيذ المطالب ال 13؟
الحوار مع دولة الظلام انتهى، فإذا أرادت أن ترى في النور وتعمل في النور، فعليها نزع الغشاوة عن عينها، والتفكير بما يخدم شعبها الذي خذلته كما خذلت وساطة أمير الكويت.
إذا أراد نظام تميم أن يخدم مصالح الشعب القطري الشقيق، فليست إلاّ العودة إلى البيت الخليجي، والكف عن الاستقواء بالضجيج الإيراني والدبابة التركية تبعاً لوهم هو المرض بالذات، فالخيار العسكري غير وارد أبداً. هكذا كان موقف الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب منذ فجر أزمة قطر ولا يزال.
وحين يؤكد بيان الدول الأربع، على أن الخلاف ليس خليجياً بالمعنى المتداول، بسبب تعدد أطرافه المتضررة من قطر في الوطن العربي والعالم، فإنه يصيب كبد الحقيقة.. يد قطر الملطخة بدماء الأبرياء شاهدة، وخبرة دولة الغدر في تخريب الأوطان وزعزعة السلم الأهلي وصناعة الانقلابات محاور مفصلية في أزمة قطر.
لا حوار أو مدّ جسور قبل التزام قائمة المطالب من الألف إلى الياء، ومن دون استثناء، وعلى نظام قطر محاولة فهم هذا واستيعابه.. قلوبنا مع شعب قطر، لكن التاريخ لا يرحم.

نقلا عن صحيفة الخليج

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى