تراجع الدولار لأدنى مستوياته في أكثر من عامين ونصف العام مقابل سلة عملات منافسة اليوم الجمعة، بفعل تقلص التوقعات بقيام مجلس الاحتياطي الاتحادي «البنك المركزي الأمريكي» بزيادة أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، بينما ارتفع اليورو إلى أعلى مستوى في عدة سنوات في أعقاب اجتماع البنك المركزي الأوروبي.
وفي الوقت الذي قال فيه رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك وليام دادلي في خطاب أمس الخميس، إن البنك المركزي يجب أن يواصل زيادة أسعار الفائدة الأمريكية تدريجيا بافتراض أن التضخم المنخفض سوف يرتفع، بدت ثقة الرجل أقل قليلا مقارنة مع تصريحاته السابقة الداعية لزيادة أسعار الفائدة.
وساهمت نبرة الخطاب في دفع عوائد سندات الخزانة الأمريكية التي ينظر إليها كملاذ آمن للانخفاض، مما قلص الطلب على الدولار ودفع العملة الأمريكية إلى الهبوط لأدنى مستوى في نحو عشرة أشهر مقابل العملة اليابانية عند 107.33 ين.
وبلغ مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة تضم ست عملات منافسة، أدنى مستوياته منذ يناير كانون الثاني 2015 عند 91.011. وفي حين قلص المؤشر خسائره وانخفض في أحدث تعاملات 0.3 بالمائة فقط عند 91.419 فإنه يظل متجها صوب تسجيل أكبر خسارة أسبوعية منذ أواخر يونيو حزيران بنسبة قدرها 1.5 في المائة.
وارتفع اليورو 0.6 بالمائة خلال الجلسة ليبلغ لفترة وجيزة أعلى مستوياته منذ يناير كانون الثاني 2015 عند 1.2092 دولار. وفي حين فقدت العملة الأوروبية الموحدة معظم مكاسبها، ولم تسجل تغيرا يذكر تقريبا مقابل الدولار عند 1.2027 دولار، فإنها تظل متجهة صوب تحقيق مكسب أسبوعي بنسبة 1.4 في المائة، مما يدفعها للارتفاع أكثر من 14 في المائة مقابل الدولار هذا العام.
وتحدث رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي أكثر من مرة أمس الخميس عن قوة اليورو وقال إنها السبب الرئيسي في خفض البنك لتوقعاته بشأن التضخم في عامي 2018 و2019.
لكن تلك التصريحات لم تردع المراهنين على ارتفاع اليورو بالسوق، ووجد اليورو دعما أيضا في تقرير نشرته رويترز عن أن مسؤولي البنك المركزي كانوا متفقين بوجه عام على أن الخطوة القادمة هي خفض مشترياتهم للسندات.