يواصل «الذكاء الاصطناعي» يوماً بعد يوم أخذ أدوار مهمة في مواقع عملية مختلفة داخل دولة الامارات العربية المتحدة ، ونظراً للمهارة الخارقة التي يبديها في عمله؛ فقد فرض على سكان الأرض أن يكون وجوده في حياتهم ضرورة لا غنى عنه ، وتتجلى هذه التقنية على أرض الواقع داخل الدولة في عدة مشاريع مختلفة قد يكون أبرزها جعل إمارة دبي مدينة ذكية متكاملة من حيث الخدمات والمعاملات بهدف تحقيق الرفاهية والازدهار لمجتمع دولة الامارات.
وأظهرت دراسة المستهلك الرقمي من «أكسنتشر»، والتي شملت 26 ألف شخص في 26 دولة، ارتياح أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين من دولة الإمارات (76%) لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي مقابل (44 %) فقط عالمياً، فيما استخدم أكثر من الثلثين (68 %) تطبيقات حاسوبية ذكية خلال الأشهر الـ 12 الماضية مقابل معدل (31 %) الذي سجلته الدراسة في الدول الأخرى التي شملتها ، وتشير الدراسة إلى أن التقنيات الذكية مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز هي المحفّز الأساسي لنسبة 68 % من المشاركين من دولة الإمارات لشراء الهواتف الذكية مقابل 56 % فقط عالمياً، و55 % منهم لاقتناء النظارات الذكية مقابل 42 % عالمياً، و54 % لنظارات الواقع الافتراضي مقابل 39 % عالمياً.
أما أبرز أسباب الإقبال المرتفع بحسب المشاركين فهي الاهتمام بتعلم تقنيات جديدة عبر الواقع الافتراضي والواقع المعزز (36 %)، إلى جانب التعرف عن بعد على أشخاص جدد (34 %).
تتوافق هذه التقنية مع رؤية القادة في دولة الإمارات لذا يخطو صناع القرار نحو ارشاد جميع الهيئات والشركات والأفراد بضرورة التسلح بأهم العناصر التقنية التي تواكب عالمنا اليوم في ظل عصر التحول الرقمي ، مثال على ذلك تقنيات الحوسبة السحابية التي تتضمن (chatbots ، وحلول الواقع الافتراضي ، وتطبيقات enterprise mobile ، وتحليلات البيانات الكبيرة، والخدمات القائمة على المنصة السحابية وغيرها) ، وقد حقق ايضاً التطور في تقنية الذكاء الاصطناعي قفزات كبيرة ، وهي ترتكز على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي في طريقة عملها أسلوب القدرات الذهنية للبشر ، مثل التعلم والاستنتاج ، ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة ، أيضاً هو يعني كيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي ، أي إنها قادرة على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتياً دون تدخل الإنسان.
يمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي التعرف على الوجوه والأصوات والأشكال وتحليلها وتحويلها كبيانات ذكية ، وهو ما جعل استخدامها واسع الانتشار في الحياة اليومية ، وهناك أمثلة حية وناجحة في مجالات مختلفة استطاعت تحقيق نجاح كبير خلال فترات وجيزة لثقتها في قدرة تقنية الذكاء الاصطناعي في حل كل التحديات المعاصرة .
يعد مثال «راماس بوت »، الذي يعمل وكيل لخدمة العملاء ويقوم على خدمات مايكروسوفت الذكية، وهو أيضاً يعمل بمثابة برنامج معالجة اللغة الطبيعية الذي يمكن العملاء من بناء الحلول في الوقت الحقيقي عن طريق السماح للآلات بإجراء محادثات مع البشر ، وتكمن القيمة المضافة لدى هيئة كهرباء ومياه دبي في مقدرة «راماس» على خدمة العملاء على مدار الساعة يومياً دون الشعور بتعب أو الحاجة إلى راحة.
صممت خدمة «راماس» بصورة تعتمد على برنامج دردشة «مايكروسوفت بوت» القائم على سحابة أزور بهدف تحويل تجارب العملاء وتمكينهم من قدرات أنظمة كورتانا الذكية ، وسوف يعمل «راماس» بمثابة موظف ظاهري على مدار الساعة للرد على استفسارات العملاء عبر الإنترنت في أي زمان ومكان ، بحيث سيقوم بتقديم قدرات هائلة في خدمة العملاء تتميز بسهولة الفهم ومرونة الاستخدام ، بالإضافة إلى خدمات الترجمة بما في ذلك دعم اللغة العربية ، وتحويل الكلام إلى نص انشائي ، كما أنه متكامل مع جميع الأجهزة، وكذلك الأجهزة المحمولة.
بينما تقدم محاكم مركز دبي المالي العالمي للشركات في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا مثالاً آخر قوي من خلال توفير خدمة الوصول إلى أكثر المحاكم التجارية تقدما وابتكاراً في العالم ، وقد أثبتت محكمة المطالبات الصغيرة الذكية بالفعل قدرتها من خلال استخدام التقنيات المتطورة في المحاكم الرقمية ، حيث تمكن الأطراف من حضور محكمة افتراضية من أي مكان في العالم والاستفادة من الأحكام القابلة للتنفيذ عالمياً، علماً أن هذه الخدمة صنفت في عام 2017 كواحدة من أفضل 10 حلول تكنولوجية في مجال المحاكم بالعالم ، وذلك وفقاً للجمعية الوطنية الأمريكية لإدارة المحكمة الأمريكية (NACM).
مستقبل الذكاء الاصطناعي سيكون موجهاً نحو الاستخدام اليومي وتسهيل حياة الناس ، حيث ينتظر ظهور الروبوتات التي تقوم بالأعمال اليومية كقيادة السيارة وتنظيف المنزل ومراقبة الأطفال، كما أن تطور الوعي الاصطناعي سيجعل من الروبوتات أكثر تفاعلاً وارتباطاً بالإنسان.
المدير التنفيذي للعمليات والتسويق لدى شركة مايكروسوفت الخليج