ولد “فؤاد زكي المهندس” يوم 6 سبتمبر من عام 1924 في منطقة العباسية بالقاهرة، وترتيبه الطفل الثالث في العائلة بعد أختين هما “صفية ودرية” والشقيق الرابع هو “سامي المهندس”، والده هو الدكتور “زكي المهندس” العالم اللغوي الكبير ولذلك كان منزلهم قلعة للحفاظ على اللغة العربية التي أتقنها من خلال أبيه الذي كان صاحب الفضل الأول في تنمية مواهبه الفنية حيث ورث عنه خفة الدم وحضور البديهة وسرعة الخاطر الذي ميزه في مشواره الفني.
التحق “المهندس” بكلية التجارة وانضم إلي فريق التمثيل بالجامعة وقد شاهد الفنان الراحل “نجيب الريحاني” وأعجب به في مسرحية “الدنيا على كف عفريت” فأنضم لفرقته المسرحية لعله يحظى بأحد الأدوار إلا أنه لم يساعده كثيراً وبعد وفاته انضم لفرقة “ساعة لقلبك” وكانت بدايته مع التمثيل.
وهذه الذكري الـ91 لميلاد للفنان فراد المهندس .
ممثل مسرحي وسينمائي كوميدي مصري من كبار الفنانين المخضرمين الذين مثلوا في المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة، تميزت أعماله الكوميدية بمذاق خاص وأسلوب راق، ويرجع إليه الفضل في اكتشاف العديد من الفنانين المشهورين على الساحة في الوقت الحالي.
ومن أهم محطات حياة فؤاد المهندس علاقته بزوجته وحبيبته الفنانة شويكار حيث وقف النجم الكوميدى على خشبة المسرح فى نهاية أحد العروض المسرحية، أمام النجمة شويكار قائلًا لها: “تتجوزينى يا بسكويتة” مُعلنًا الزواج منها أمام الجمهور، بخروجه عن النص المسرحى، واستقبلت النجمة الجميلة ذات الأصول التركية الخبر بالفرحة والدهشة وردت: “بحبك”.
حيث لم يخطر على بالها ذات يوم أن يعرض عليها المهندس الزواج بهذه الطريقة، وتم الزواج بينهما، وقضيا معا أجمل سنين العمر.
كما قالت الفنانة شويكار، عن العملاق فؤاد المهندس فى أحد الحوارات التليفزيونية لها أن فؤاد المهندس كان رجلاً معتدلاً ولطيفاً وفناناً كبيراً، لافتة إلى أنها تعلقت بأبنائه لدرجة أنها رفضت الإنجاب منه لأنها كانت تحب أولاده.
وتابعت شويكار أنها تعلمت من فؤاد كل ما هو جيد، مضيفة: “لو كنت أنا إنسانة كويسة فهو السبب فى كده”، خاتمة حديثها له: “وحشتنى ووحشت الناس كلها”.
ورغم أنه قدم ما يقرب من 70 فيلماً سينمائياً، إلا أنه أحب المسرح لدرجة أنه كان يقدم مسرحية “إنها حقاً عائلة محترمة” مع أمينة رزق وشويكار وهو مصاب بجلطة فى القلب، وأكد له الأطباء أنه شفى منها من خلال عمله على المسرح، ولأنه يحب الأطفال فقد كان يبحث عن عمل يلتقى به بالأطفال وكانت بدايته مع الأعمال الموجهة للأطفال فى مسرحية “أنا فين وأنت فين” بأغنية “رايح أجيب الديب من ديله)، وبعدها توالت الأغنيات بالأعمال الفنية، حيث قدم العديد من الأغنيات للأطفال.
وقدم للأطفال المسرحية الكوميدية “هالة حبيبتى” التى أوضحت سوء المعاملة التى يلقاها الأطفال فى الملاجئ، وحالفه التوفيق بعد ذلك بعد مشوار فنى طويل مع الأطفال بتقديم “فوازير عمو فؤاد” التى كان يتابعها كل الأطفال فى مصر والعالم العربى، وعن علاقته بالغناء فقد كان يحب الغناء منذ الصغر، وكان رئيساً لفرقة الأناشيد فى المرحلة الابتدائية، وفى أعماله كان الغناء دائماً موظفاً داخل العمل الفنى، لأنه لم يكن مطرباً بالمعنى الحرفى للكلمة.
ومن أشهر أعماله فى المسرح كانت مسرحيات “سيدتى الجميلة، السكرتير الفنى أنا وهو وهى، حواء الساعة 12، سك على بناتك”، وأشهر أفلامه كان “أرض النفاق، أخطر رجل فى العالم، شنبو فى المصيدة، العتبة جزاز، فيفا زلاطا”.
وتوفي الفنان الكبير “فؤاد المهندس” يوم 16 سبتمبر من عام 2006 عن عمر يناهز 82 عاماً، وذلك بعد معاناة طويلة مع أمراض الشيخوخة وتعرضه لحالة من الاكتئاب الشديد عقب تعرض منزله الذي كان يقيم لحريق أتى على محتويات غرفته الخاصة وزادت حدة الاكتئاب بعد رحيل صديق عمره الفنان “عبد المنعم مدبولي”.