قرار قيادتنا بتوحيد الأنظمة والسياسات والمسارات التعليمية في التعليم العام على مستوى الدولة ينهي 35 عاماً من التصدع نتيجة لعبث الإخوان، وانتشارهم كالسرطان في الجسد التربوي.
في تلك الأيام اندست مجموعات الشر الإخواني إلى منظومتنا التعليمية، وعبثت أيديها بكل ما تأسس على قواعد سليمة، قادها الرجال الأوائل بجد وإخلاص، وادّعوا بأنهم جاؤوا ليقوموا تعليمنا، فنسفوا المناهج، وأحالوا أصحاب الخبرة إلى التقاعد القسري، وجمدوا الكفاءات، وشكلوا لجاناً، واستقدموا مجموعة من الجهلة، الذين لم يعرفوا عن التعليم غير ما عايشوه وهم طلاب، وكلهم من الأتباع، فإذا بخريج لم يمض عليه أكثر من شهرين يتولى إدارة المناهج، وخريج آخر يكون مسؤولاً عن الإدارة الثقافية المسؤولة عن البعثات الخارجية.
وثالث مديراً لمنطقة تعليمية، رصيدهم الوحيد كان قيادتهم للطلبة في الجامعة، والمقصود هنا الطلبة المنتمون إلى الإخوان وجمعيتهم، ونشر الخريجون من الصفوف الثانية والثالثة على المدارس، بنين وبنات، مديرين ووكلاء، عملوا في صمت ممنهج، ولم يلتفتوا إلى أحد، كانوا يريدون السيطرة على المنبع، فهناك تصنع الأجيال، ورددوا أنهم لا يريدون علماء يخترعون الذرة، بل يريدون جيلاً ملتزماً، وكان ولا يزال الالتزام بالنسبة لهم هو اتباع فكر البنا، وقطب، ومن تبع نهجهم، وقد سمعت تلك المقولة من أحدهم أوائل الثمانينيات، وهو قابع الآن مع أصحابه في المكان الذي يستحقه بعد اكتشاف «سواد وجوههم» في قضية التنظيم السري.
اليوم نستطيع أن نقول، إننا أكملنا مرحلة تنظيف تعليمنا من الجراثيم والأوبئة، التي خلفها الإخوان، فالهدم لم يحتج منهم لأكثر من 4 سنوات، أما الأنقاض التي خلفوها، وإعادة البناء، فقد احتاجتا إلى ما يقارب العقدين من الزمان، وبلا أدنى شك سنبدأ حقبة جديدة في مسيرتنا التعليمية، فالقرار الجديد يؤكد أن قيادتنا تفكر في المستقبل بقدر تفكيرها في الحاضر.
، وتعقد آمالاً كبيرة على الأجيال القادمة، فهي الذخيرة التي ستكمل الإنجازات التي يتطلع إليها الوطن، وعندما تكون المدرسة رحبة تتسع للجميع، وتمنحهم دفعة قوية نحو البذل والعطاء، محصنين بدين سمح يحبب الالتزام، التزام الأسوياء الذين يحبون وطنهم، ويقدرون مجتمعهم، ويحافظون على إنجازاتهم، ويعملون من أجل مستقبل واعد لأبنائهم، ولا يوالون غير قيادتهم، ولا يدينون لغير ربهم.