سنعيش معاً « سيناريو » يلامس «عيداً» إخوانجياً من المطاريد المتعزبين في فنادق الدوحة.. بعدما استقيظ في الخامس من يونيو على خبر المقاطعة الكبرى لقطر، يفرك عينيه لعل الأمر هلاوس بصريّة، وحينما أفاق، مرت به هواجس خطورة الإرهاصات المحتملة، يسرع لتناول حبةً من مضادات الاكتئاب.
يمر الوقت بطيئاً، ينتظر بياناً رسمياً من الجماعة، التي لم تتأخر يوماً في مثل هذه الأحداث وما يصاحبها من «تعليمات» ضمنية بأعلى مستويات السريّة والتُقية معاً.. ودون جدوى، يحاول التواصل قدر الإمكان بخليته ومرشدها؛ الجميع مشتتٌ ومتضاربٌ وتائهٌ يترقب مثله!.
وبعد مرور أكثر من 48 ساعة، يصدر بيان عن «جبهة المكتب العام»، تتنصل فيه الجماعة بسذاجة من تُهم الإرهاب، وتتودد للخليج بوصفه “صاحب الفضل عليها”، ثم بيانٌ آخر عن جبهة القائم بأعمال مرشدهم العام «محمود عزت»، يدعون فيه لرأب الصدع والحفاظ على وحدة الصف، ثم رسالة لهذا «الإخواني» البائس وغيره من قطيع «إخوان الخليج» تعزف على وتر حُرمة المقاطعة في الإسلام وفرض الحصار على الجار المسلم والترويج لها، كان ذاك هو المعلن والموقف الذي “يتلوّن” حيادياً من جانب الجماعة الحربائية تجاه أزمة قطر.
وعندما وجد «الإخوان» دول المقاطعة حازمةً عازمةً على القضاء على منابتهم ودحض من يقف وراءهم، بدأ التشنيع على دول المقاطعة، خصوصاً السعودية والإمارات، وازداد ألمها نشاطاً من خلال مواقع التنظيم الإخواني وبوقها «الجزيرة» اتحاداً و«خلايا عزمي» المأجورة بنفخ الكير وتضخيم إيقاع الطبلة الجديد، لتموت الحيلة وتنكشف تفاهتها سريعاً بإجماعٍ عربي “متوحد” يعي حقيقة الخلاف، وأنه لا يعدو أكثر من كونه سياسياً للحفاظ على أمن الخليج والمنطقة ككل من براثن الإرهاب والغدر، فيسرع بطل «السيناريو» مرة ثانية إلى تناول حبتين أخريين من مضادات الاكتئاب، تفضي به إلى نوبة نوم مفاجئ وأضغاث أحلام واقعية!.
ليأتي يوم آخر من الحزم والعزم، يضطرب فيه نظام الحمدين “كزورقٍ” في بحر متلاطم هائج، حيث تُعلن فيه دول المقاطعة عن مطالبها المشروعة، ومن بينها قائمة بالـ59 إرهابياً تؤويهم الدوحة؛ وحينها تذكر «الإخونجي» التائه اضطرار الدوحة إلى التخلي عنهم وحسرة خروج أبرز قيادات الإخوان من أراضيها كما فعلت فى سبتمبر 2014م، لكنه لايلبث أن يعود متنفساً الصعداء، فالمستقبل لايبدو ضبابياً وشديد السوداويّة لأن الإخوان تمكنوا تماماً من “تطويع” نظام الحمدين وكما يشاء «قرضاويهم» الأكبر.
ولأن مؤشرات الواقع كلها لاتصب في مصلحة الدوحة واحتضانها للجماعة، فيصاب هذا «المسكين» نهاية يومه بالاضطراب، وأحلام تنحسر تقضّ مضاجعهم وتقزمهم؛ فلم يعد في أيديهم غير محاربة طواحين الهواء فقط والتآمر على الأواني الفارغة، ليشتط هلوسةً أكثر، يخففها بهاشتاقات تويترية لعلها تثير الفتنة يشارك فيها باسم مستعار مع جماعته «المحتضرة».. وللسيناريو تتمةٌ و«عيدٌ» آخر يعيشونه..!.