بعد النجاح الكبير لأغنية صف الدحية للثنائي قاسم النجار وشادي البوريني، التي فاق عدد مشاهديها على مواقع التواصل الاجتماعي سبعة ملايين، أطلق الفنانان الشعبيان أغنية «دحية يا ستي» التي تجسد دور الجدة، وصُوّرت فيديو مع الفنانة القديرة نجاح أبو الهيجا، فيما شاركت فرقة «سفراء فلسطين» للفنون الشعبية بلوحات تحاكي كلمات الأغنية التي كتباها على لحن «الدحيّة» مع بعض التجديدات.
ناقش النجار والبوريني في الأغنية التي أدار تصويرها عادل الظاهر في بلدة جمّاعين بمشاركة أطفال منها ومن بلدة بورين قضاء نابلس، عدداً من القضايا ومنها التطور التكنولوجي الذي بات جزءاً أساسياً من حياة الشباب بجنسيه، ما ألغى الخصوصية التي كانت تعيشها الجدة ومن عاصروها.
وجاء في الأغنية بصوت البوريني في هذا الصدد: «يا ستي صارت حياتي معروضة ع السناب تشات… اللي جنن عقل الشباب ومجنن عقل البنات»، في حين غنى النجار «يا ستي صرنا نحب ونعشق على الواتس أب … التويتر والمسنجر ما ضلش إشي متخبي».
وتطرقت الأغنية إلى أن غلاء المهور هو سبب من أسباب عزوف الشباب عن الزواج، وإلى الفارق بين ربات البيوت في عهد الجدة، والطبيخ المنزلي، وبين ربات البيوت الحاليات، واتجاه غالبيتهن إلى «البيتزا والكنتاكي».
وشكا البوريني والنجار للجدة الأوضاع السياسية، فغنى الأول «يا ستي يا أحلى الناس دمرونا بالسياسة. اتفرقنا واتقسمنا كله عشان الكراسي». كما تحدثا عن غلاء المعيشة، وحالة «الطفر» التي أوصلت الموظف إلى الاختباء من «صاحب الدكان»، و «العامل المعتّر» للحصول على لقمة عيشه إلى «المرمطة» على المعبر. وفي نهاية الأغنية التي تستمر ست دقائق، يتمنى النجار أن لا يكون والبوريني أثقلا على الجدة.
وعلى وقع التوزيع الموسيقى الراقص والمتنوع، كان للشبان والشابات من «فرقة سفراء فلسطين» حضور مميز أضاف الكثير إلى تصوير الأغنية التي حققت خلال أيام أكثر من مليون ونصف مليون مشاهدة على «يوتيوب»، وخمسة ملايين على «فايسبوك».
وعن التجربة قالت نيفين الصاوي، مديرة فرقة «سفراء فلسطين»: «هي تجربة مميزة على أكثر من صعيد، منها أنها أغنية مجددة على الصعيد الموسيقي، تتكئ على الدحية وتحاكي فيها روح العصر، إضافة إلى موضوعها الذي يقارن بين زمن الجدة وزماننا. والأهم برأيي كسر الصورة النمطية للدحيّة كفن ذكوري، إذ شاركت فتيات الفرقة إضافة إلى شبانها في تصوير هذه الأغنية التي نحن سعداء بأنها تحقق نجاحات كبيرة منذ صدورها قبل أيام قليلة».
وأضافت الصاوي لـ «الحياة»: «نحن في حاجة إلى هذا النوع من التكامل لتقديم أعمال مميزة، فالأغنية من كلمات وغناء قاسم النجار وشادي البوريني اللذين يتمتعان بجماهيرية كبيرة فلسطينياً وعربياً، فيما جسدت دور الجدة باقتدار الفنانة نجاح أبو الهيجا. ونأمل بأن نكون قدمنا المطلوب منا بشكل أعجب الجمهور. ونحن تواقون لمزيد من هذه التجارب المتميزة التي تؤكد أنه يمكن بالاتكاء على التراث تقديم أغنيات هادفة وعصرية وجماهيرية، كما في «يا ستي».
وقال قاسم النجار الملقب بـ «فنان الشعب»: «بعد نجاح «صف الدحية»، فكرنا في تقديم أغنية جديدة لهذا النمط الغنائي الشعبي في فلسطين والدول المجاورة، فكانت أغنية «يا ستي» التي وعبر الدحية بتوزيعات موسيقية جديدة، قدمنا فيها رسائل سياسية واجتماعية، وأخرى تبدو كرسائل من جيل الشباب، في مقارنة ما بين زمنين، من دون انتقاد روح العصر، فلولا المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لما حققت الأغنية هذا الانتشار».
وأشاد بكل من شارك في نجاح الأغنية، خصوصاً الفنانة نجاح أبو الهيجا، وفرقة «سفراء فلسطين»، والأطفال والأهالي من بلدتي جمّاعين وبورين.