دوشة فنيةنون لايت

فرقة وزان وأوتار تفتح بوابة الزمن الجميل بعمان

 

بعيدا عن الألوان أستطاعت فرقة وزان وأوتار أحياء  أمسية علي التراز القديم بعاصمة عمان الأردنية، لتفتح بوابة زمنية تعود عبرها إلى أصالة الفن، وإلى أشخاص تركوا بصمات واضحة في السينما المصرية وفي تاريخ الطرب.

فعلى خشبة عمّانية، جسدت فرقة «دوزان وأوتار» شخصيات فنية بارزة: عبد الحليم وشادية وفاتن حمامة وحتى فيروز حضروا بأعمالهم الفنية الغنائية منها والتمثيلية، مجتمعين على مسرح فتحت ستائره على ذاكرة طافحة بتفاصيل ما زالت تنبض بالألوان والجمال.

فُتِح ستار المسرح على الفنان عبد الحليم في مشهد تمثيلي من فيلم «أبي فوق الشجرة»، وتحديداً أغنية «دقوا الشماسي» التي بدأت بها الفرقة أمسيتها بحماسة وطاقة وفن تمثلت في الانسجام الواضح بين الغناء والرقص والتمثيل.

غير أن إعادة توزيع أغنية «دقوا الشماسي» بطريقة سريعة، أخذت المشهد التمثيلي إلى منحى أكثر حماسة من مشهد الفيلم الأصلي عام 1969، فيما تتشابه مجريات المشهد القديم والجديد في حالة الحب التي عاشها عبد الحليم مع «فردوس» بعدما انقطعت أخباره عن أهله.

أما شادية وفاتن حمامة في أغنية « ألو ألو» فعاشتا حالة غير مختلفة كثيراً عن أغنية عبدالحليم، حالة فرح بالنجاح والتفوق لكن بطريقة كوميدية رغم التحديات الصحية التي واجهتها شادية في فيلم «موعد مع الحياة» للمخرج عز الدين ذو الفقار.

محمد عبد الوهاب وأسمهان كان لهما موعد على المسرح مع ثلاث أغنيات عالقة في أذهان الناس، منها «بلاش تبوسني في عينيّ» التي روت قصة حب واجهت العديد من العقبات بسبب ثأر بين عائلتين في فيلم «ممنوع الحب».

أسمهان لم تمنع نفسها عن حب مدينة فيينا، فغنت لجمال لياليها الساحرة في أغنية «ليالي الأنس في فيينا» من فيلم «غرام وانتقام» عام 1944، تلتها أغنية «إمتى هتعرف إمتى؟» من الفيلم ذاته الذي كان آخر أفلام الفنانة أسمهان قبل وفاتها في ظروف غامضة.

ومن عمالقة الفن في مصر إلى سورية، مشاهد «لغوار الطوشة» من فيلم «صح النوم» للفنان دريد لحّام الذي أخذ جزءاً كبيراً من وقت الأمسية، مع المشاهد الكوميدية، خصوصاً أغنيتي «فطوم» و «اشرح لها».

جميع تلك الشخصيات الفنية تقمصها أعضاء فرقة «دوزان وأوتار» في أمسية «دقة قديمة». وتقول مصممة الرقصات في الفرقة لانا أبو خضر إنها اطلعت على كل المشاهد الأصلية من موقع «يوتيوب» بهدف استذكار تلك الأغاني بتفاصيلها وتدريب أعضاء الفرقة عليها لتطبيقها في الأمسية.

وأوضحت أنها استوحت العديد من الأفكار من مشاهد الأفلام القديمة، فيما لم تخرج عن إطار الرقصات أو حتى التعابير والحركات في المشاهد الأصلية لكي تبقى محتفظة بطابعها القديم. وأضافت أنها واجهت صعاباً في تمرين أعضاء الفرقة على الرقص، لأنهم ليسوا راقصين ولا ممثلين، بل مغنون. ولفتت إلى أن الرقص والغناء والتمثيل معاً تحتاج إلى مستوى عالٍ من التدريب على الموازنة بين الفنون الثلاثة.

أما يزن جواد، مؤدي شخصيتي عبد الحليم حافظ وغوار الطوشة في الأمسية، فقال إن هذا العرض من أكثر العروض القريبة إلى قلبه لأنه خاطب الثقافة العربية من جهة وبسبب تفاعل الجمهور مع كل مشهد وأغنية من جهة أخرى.

شيرين أبو خضر مؤسسة فرقة «دوزان وأوتار» قالت إن الأغاني القديمة يجب أن تكون خالدة، لذا خصصت أمسية تحاكي الزمن الأصيل بطريقة عصرية حتى تجذب جميع الأعمار، وهذا ما بدا جلياً خلال الأمسية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى