سيشهد اليمن خلال الأيام المقبلة أحداثاً مصيرية، المبعوث الدولي يكاد يعلن فشله في تحريك المياه الراكدة، وقوات التحالف تستعد لإنهاء وجود الانقلابيين في الساحل الغربي، والحديدة على مشارف التحرير، والخونة اشتبكوا فيما بينهم، الحوثي ينذر علي صالح، وصالح يتوعد الحوثي، والفاصل ثلاثة أيام بين تحالف الشر القائم بينهما والاصطدام المحتوم في الرابع والعشرين من الشهر داخل صنعاء.
ولد الشيخ أحمد قدم كل الأعذار لمجلس الأمن الدولي، ودان صالح لخرقه كل الاتفاقات، من قصف لأحياء مدينة تعز إلى إطلاق الصواريخ البالستية على الأراضي السعودية، أما الحوثي فقد مارس أسلوب الحرس الثوري الإيراني وهاجم السفن التي تحمل المساعدات عند مداخل ميناء الحديدة، أما الحل السياسي فما زال أمنية يتمناها ولد الشيخ، ولكنه لم يقل إنها مرفوضة من الذين سرقوا اليمن وحولوه إلى ساحة قتال ودم.
يوم الخميس سيحشد «مدمر» اليمن، المخلوع عن الرئاسة والزعامة، سيحشد مرتزقته الذين يتحركون مقابل ما يدفع لهم، في ميادين صنعاء، حيث يتجمع الناس، ويحلم بمليونية كما يقول، ليثبت أنه ما زال قوياً، وأنه ند للحوثيين الذين سرقوا منه الغنائم وهو لا يزال يدفع من حصيلة ما سرقه طوال 40 عاماً.
ولا يريد أن يعترف بأن التاريخ تجاوزه، وأن الأحداث أكبر منه، فالذي يحدث في اليمن لا علاقة له بالتوزيع القبلي والولاء العشائري.
وقد اكتشف أخيراً أن الحوثي يأتمر بما يُملى عليه من طهران، ولا يتحرك بعيداً عن دوائر المصالح الإيرانية، وهو لا يمثل صعدة أو أهلها أو قبيلة من قبائلها، وهو لا يثق بمن اعتاد خيانة أصدقائه وعدم الالتزام بتعهداته، فخرج كبيرهم المدعو عبد الملك ليحشد له قبل أن يحشد هو، وانتشر أنصار إيران في شوارع صنعاء منذ أول من أمس.
واستولوا على كل المواقع التي يحلم علي صالح بالتمركز فيها، وهدده مباشرة بعد أن أمر بنزع صوره من الشوارع واللوحات الإعلانية بصنعاء، فرد صالح على التهديد بتهديد، ولاحت في الأفق أنهار الدم التي يمكن أن تسيل إذا اصطدم «السراق » ببعضهم بعضاً.
كان اليمن ينتظر حلاً ولكن أصحاب الأطماع الشخصية ومنفذي الأجندات الأجنبية لهم رأي آخر، وكأنهم لم يشبعوا بعد من الدم الذي سال.