اخترنا لكنون والقلم

ثقافة المشانق.. يا إخوان!

لم يعرف الوطن العربي، على الأقل في العصرين الحديث والمعاصر، مجزرة مليونية بحق الشعوب كتلك التي حلت بالوطن العربي منذ 2011 وما جاء بعد ذلك. ومن المهم أن نقول هنا: إن تنظيم «الإخوان المسلمين» قد جاء إلى المنطقة العربية بما يمكن تسميته «ثقافة المشانق»، وسعى هذا التنظيم إلى بث ثقافة حب مشاهد الدماء والقتل والذبح والشنق والأشلاء وغير ذلك من مشاهد بشعة ودموية في مختلف الأوساط.

أخبار ذات صلة

وبالحديث عن الشنق تحديدًا، فقد عمد تنظيم «الإخوان» إلى ترويج ثقافة الشنق تجاه زعماء وحكام وقادة الدول العربية بشكل خاص. بمعنى آخر، لقد حاول هذا التنظيم إقناع المشاهد والمتابع العربي أن حكام الدول العربية يستحقون القتل عن طريق الشنق، وأن نتيجة ثورات ما سمي «الربيع العربي» منذ 2011 لا بد أن تنتهي بشنقهم أو قتلهم وسحلهم في الشوارع، تمامًا كما حدث مع العقيد الراحل معمر القذافي.

يوم مقتل القذافي بصورة بشعة أمام عدسات كاميرا قناة «الجزيرة»، كانت اللجان الإلكترونية النشطة لتنظيم «الإخوان المسلمين» على وسائل التواصل الاجتماعي تطبل وتزمر وتصفق وترقص، وكان عناصر التنظيم عبر وسائل الإعلام يعتبرون مقتل القذافي وسحقه وسحله بتلك الطريقة الدموية الوحشية انتصارًا للحرية والعدالة والديمقراطية! وكان عناصر التنظيم يعملون ليل نهار إعلاميًا لتحبيب وترغيب المتابع العربي في مشاهد القتل والسحل والشنق. وحينما وصل تنظيم «الإخوان المسلمين» إلى الحكم في مصر، وفشل خلال عام في إدارة الدولة، وفشل في نفس الوقت في التمكن من مفاصل وزارات الداخلية والدفاع وغيرها، خرج عناصر التنظيم يصرخون ويتوعدون ويقولون إنه كان من المفترض نصب «محاكم ثورية» بعد نجاح «الثورة» وذلك لمحاكمة رموز الحكم السابق، وقتلهم على الفور في ساحات «الثورة!»

إن هذا التنظيم مشبع ومتشرب تمامًا بثقافة القتل وسفك الدماء، كما أن كَـمّ الحقد الدفين والمتفجر فيه تجاه قيادات وحكام الدول العربية يجعله يتحرق شوقًا وشهية للنيل من كل حاكم عربي عبر القتل والسحل والشنق. هي إذن الثقافة الدموية وثقافة المشانق التي كانت تنتظر الوطن العربي بأكمله وتنتظر زعماءه لو أن هذا التنظيم الإرهابي قد تمكن من الحكم والسيطرة في الدول العربية.

نقلا عن صحيفة أخبار الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى