حصدت الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي زرعتها التنظيمات الإرهابية في المناطق التي كانت تحت سيطرتها الكثير من الأرواح خلال العمليات العسكرية بمدينة بنغازى ، حيث سقط مئات العسكريين، بينما سقط عشرات المدنيين ضحايا بين قتلى وجرحى عندما دخلوا إلى المناطق المحررة التي سيطر عليها الجيش الليبي مؤخرًا.
وقال آمر صنف الهندسة العسكرية بالمنطقة الشرقية العميد يوسف اللواطي، في تصريح صحفي، إن التنظيمات الإرهابية لا تستخدم الألغام الأرضية العادية المتعارف عليها، بل تستخدم الملاغم لاستهداف العسكريين والمدنيين على حد السواء، حيث يجري استخدام ما يعرف بالمساطر التي يتم ربطها بسلك وزرع الدانات أو الحقيبة أو اللغم، وفور الوقوف على المسطرة ينفجر اللغم ويقتل أكبر عدد ممكن من العسكريين والمدنيين.
وأوضح اللواطي أنه بعد تحرير الصابري دخل صنف الهندسة العسكرية وباشر مهامه بالمنطقة، مؤكدًا أن منطقة الزريريعية الأكثر تلغيمًا حتى الآن في محور الصابري، بينما الأزقة وكافة المباني بمنطقة وسط البلاد تكثر فيها الملاغم والحقائب، بالإضافة إلى الألغام الأرضية، فضلًا عن وجود عدد كبير منها في منطقة سيدي خريبيش، التي تعد منطقة عمليات عسكرية بسبب تحصن جيوب التنظيمات الإرهابية في مساحة صغيرة جدًا، ويتسخدمونها كخط دفاع للتصدي لقوات الجيش الليبي.
وأشار المسؤول الليبي إلى أن صنف الهندسة العسكرية يعاني من نقص في الإمكانيات، ويعمل بأقل الإمكانات وبمعدات بدائية جدًا وبسيطة، بسبب فرض حظر التسليح على الجيش الليبي من المجتمع الدولي، وهذا يؤثر عليهم سلبًا في إنهاء تمشيط المناطق المحررة ومناطق العمليات العسكرية.
وأضاف «إنهم يقومون بفتح ممرات أمام تقدم قوات الجيش الليبي، بالإضافة إلى تمشيط المناطق المحررة التي سيطر عليها الجيش، حفاظًا على حياة العسكريين والمدنيين»، مطالبًا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالوقوف مع أهالي مدينة بنغازي، وتوفير المعدات بشكل عاجل بحكم الوضع الإنساني، حيث أن الألغام الأرضية والملاغم تستهدف المدنيين أيضًا، مشيرًا إلى أن التنظيمات الإرهابية فخخت المنازل والشوارع والمساجد والسيارات والمحال التجارية، وهذا لا يعد استهدافًا للعسكريين الذين يواجهونهم بشكل مباشر.
وأكد اللواطي أن صنف الهندسة العسكرية فقد حتى الآن 54 قتيلاً وأكثر من 60 جريحًا، بالإضافة إلى مقتل 76 ضابطًا وجنديًا بينهم أمراء محاور بمنطقتي الصابري ووسط البلاد وسوق الحوت. قضوا جراء الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، و158 جريحًا إصاباتهم بين البسيطة والمتوسطة والحرجة، لافتًا إلى أن غالبية القتلى والجرحى في صفوف الجيش بسبب الألغام الأرضية، وليس في المواجهات المباشرة بحسب مصادر عسكرية وطبية متطابقة.