هذا الانحطاط يؤكد أن السقوط قريب
هذا التدني الأخلاقي الذي تلجأ إليه قطر عبر أدواتها الإعلامية التي قامت على الانحطاط والتآمر. لن يؤدي إلا للمزيد من التمادي في الإثم على طريقة «الإخوان» التي أصبح حكام قطر أسرى لها.
سواء في التآمر على الأشقاء، أو في ادعاء المظلومية، أو في رفض مراجعة النفس وتصحيح الخطأ، حتى وهم يرون النهاية المحتومة لهذا النهج الإجرامي في حق الشعوب والدول التي رأت نتائج هذا التآمر في أنحاء المنطقة، وأدركت أن التصدي لكل جماعات الإرهاب ولكل القوى الداعمة له هو الفريضة الواجبة لحماية الدين والحفاظ على الأوطان التي لا يعرف «الإخوان» ومن يدعمونهم معناها الحقيقي، بل يتصورونها ملاذا للإرهاب وقاعدة للتآمر على الأشقاء، ومركزاً لنهب أموال الشعوب وإنفاقها في كل ما هو سفيه أو إجرامي!
هذا التدني الأخلاقي جربناه طويلاً في مصر مع جماعة «الإخوان» خاصة بعد استيلائها على الحكم. ومع أدوات قطر السياسية والاقتصادية والإعلامية التي شاركت «الإخوان» جرائمهم، والتي سبقت بالتمهيد لهم والتحريض على كل شيء تعتز به مصر.
من الفكر إلى الثقافة إلى السياسة، بل ليكون الهدف يوما هو إسقاط النظام بل إسقاط الدولة التي يعرفون جيدا أنها «عمود الخيمة» للعالم العربي ومركز استقلاله وتقدمه إذا صلحت الأمور. والعكس صحيح!
والآن.. وبعد شهرين من قرار المقاطعة التي كنا نرجو أن تكون باباً للتوبة أمام حكام قطر، وأن تفتح أمامهم سبل استعادة العقل الغائب والضمير الذي أفسده التآمر على الأشقاء.. يمعن النظام القطري في الانحدار، يستمر في دعمه لعصابات الإرهاب وهي تحاول أن تجد موضعا لأقدامها في مصر، ينحط فيثير قضية تدويل الأماكن المقدسة في المملكة السعودية كما حاول من قبل حلفاؤه في طهران، يزداد انحطاطا بالحملات الإعلامية المحملة بكل الأكاذيب والسفالات المعتادة من الإعلام القطري ضد دولة الإمارات وعلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يكشف هذا التطاول عن عمق الأزمة التي يعيشها النظام القطري أمام شعبه وأمام العالم بمن فيهم الرعاة الرسميون وغير الرسميين لهذا النظام الذي يكتشفون- يوماً بعد يوم- أن رهانهم عليه هو كرهانهم على «الإخوان» من قبل.. ليس له من مصير إلا السقوط!
ويدرك أشقاؤنا من مواطني قطر شركاء الماضي والمستقبل أن دولة الإمارات لم تفعل إلا كل ما هو خير لشعبها ولإخوتهم في الخليج الوطن العربي، لم يبدد أصحاب السمو حكام الإمارات أموالهم في التآمر على الأوطان العربية ولا في دعم جماعات الإرهاب، ولا في جعل بلادهم ملاذا لعصابات هدمت دولاً كنا نعتز بها وحاولت- وما زالت- أن تنشر الدمار في كل بقعة تستطيع الوصول لها في الوطن العربي(!!)
دولة الإمارات سارت في طريق آخر، تفرغت لبناء دولتها وإسعاد شعبها، قدمت المساعدات لكل الأشقاء، ضربت بيد من حديد جماعة الإخوان بعد أن اكتشفت تآمرهم، وقفت مع شعب مصر وهو يسقط حكم الإخوان الفاشي ويعود لأحضان أمته العربية، وضعت كل إمكاناتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لتساند مصر في الأوقات الصعبة، ولتمنع تمدد إرهاب الإخوان والدواعش، أو محاولات طهران لضرب أمن واستقرار الخليج العربي.
هذه هي «الأخطاء!» التي ارتكبتها دولة الإمارات كما يراها حكام قطر وإعلامهم المنحط الذي يرى في تجربة الإمارات كشفا لجرائمه في حق شعب قطر(!!) والذي يدرك الفارق العظيم بين تجربة يستكمل فيها أبناء الإمارات تجربة زايد الخير، وبين تجربة وضعت ثروات قطر في خدمة الإرهاب وفي الجري وراء وهم كبير بأن طريق الشر يمكن أن يجعل من القزم عملاقاً.
ومن داعم الإرهاب رقماً صحيحاً في معادلة لا تقبل إلا من يحكم بالعدل ويسعى للخير وينشر الرخاء مع المحبة، فيجعل من دولة مثل الإمارات نموذجا يحتذى ويجعل من قطر الشقيقة نموذجا لتبديد الثروة وعداء الشعوب وتخريب الأوطان، ويجعل إرهاب الإخوان هو الطريق والتآمر ضد الأشقاء هو العقيدة.
يهاجمون الإمارات لأنها- بمواقفها وبإنجازاتها- تفضحهم أمام شعب قطر وأمام العالم كله، يتطاولون على صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، لأنه يستكمل- مع إخوانه- مسيرة زايد الخير، بينما لا يفعل من استولوا على حكم قطر منذ عشرين عاما إلا كل ما يؤكد أنهم كانوا- ومازالوا- جزءا من مخطط نشر الفوضى والدمار في الوطن العربي كله، يهاجمون الإمارات بكل هذا الانحطاط في منصاتهم الإعلامية المعتمدة من قيادة سياسية فقدت الرشد وافتقدت العقل الذي يعيدها لطريق الصواب.
ويستهدفون صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، لأنه يمثل عنوانا لكل ما يفتقده شعب قطر الشقيق في هؤلاء الذين قادوه لموقف لم يعد الخلاص فيه ممكنا إلا بسقوط نظام يتصور أن «المجد» هو أن تتجول الدبابات التركية في أنحاء «الدوحة» المحكومة بتحالف الإخوان مع عساكر أردوغان ودعم يثير كل الشبهات حين يتشارك فيها «ملالي طهران» مع قاعدة عسكرية أميركية يفترض فيها أن تحمي أمن المنطقة من تهديدات أولها وأخطرها هي القادمة من الجانب الآخر من الخليج.. أو هكذا قالوا قبل أن يضع حكام قطر كل الأمور على المحك!
يهاجم النظام القطري- عبر منصاته الإعلامية المكشوفة- الإمارات، ويتطاولون على صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نعرف- من تجربتنا مع الإخوان من يوالونهم- أن كل هذا الانحطاط لا يعني إلا شيئاً واحداً هو أن السقوط قريب.