أعلن “تجمع رجال الكرامة” في محافظة “السويداء” بسوريا، منذ قليل، تحرير المحافظة من قبضة النظام السوري الذي كان يفرض سيطرته على المدينة.
وقال التجمع في بيانه:” أن جبل العرب منطقة محررة من عصابات الأمن وزمرهم، وإبطال دور اللجان الأمنية الأسدية، وتسليم الشؤون الأمنية لرجال الكرامة في كل مدينة وبلدة من المحافظة”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مسلحون دروزًا قتلوا ستة من أفراد قوات الأمن التابعة للحكومة السورية في جنوب البلاد، بعد تفجير سيارتين ملغومتين الليلة الماضية، ومقتل العشرات من بينهم القيادي الدرزي الشيخ وحيد البلعوس.
واندلعت، مساء أمس الجمعة، احتجاجات واسعة، في “السويداء”التى تقع بالجنوب الشرقي للعاصمة”دمشق”، ويسكنها غالبية من طائفة “الدروز”، إثر اغتيال الشيخ “وحيد بلعوس”، زعيم حركة “مشايخ الكرامة”، وعدد من رفاقه في تفجيرين منفصلين، استهدف أحدهما سيارة كانت تقل “البلعوس” ورفاقه، فيما استهدف الآخر السيارات التي كانت تنقل الجرحى إلى المشفى الوطني، والحصيلة بحسب ناشطين هي 27 قتيلاً و48 جريحاً.
ووجه تجمع “رجال الكرامة” في بيانهم والذى حصلت “نون اونلاين” على نسخة منه، اتهاماً صريحاً للأمن العسكري بتنفيذ تفجيرات يوم الجمعة ، وأشار البيان إلى تسليم الشؤون الأمنية لرجال الكرامة، واستمرار عمل المؤسسات العامة والخدمية “بإشراف الإدارة الذاتية المنبثقة عن الهيئة المؤقتة لحماية الجبل”.
وجاء في البيان أنه سيتم “تكليف غرفة عمليات رجال الكرامة وتنسيق العلاقة مع كل المسلحين الشرفاء بالجبل من كل الفصائل بتطهير مواقع السلطة والإشراف على حفظ الأمن و استمرار الحياة الطبيعية بالمحافظة، وتكليف لجنة التفاوض السياسي بالتواصل مع الحكومات وهيئات ومؤسسات المجتمع الدولي لإيصال الحقائق واعتماد وضع الجبل تحت بند منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي، وفتح معبر حدودي مع الأردن بالتنسيق مع حكومته”.
كما دعا البيان كل أبناء الجبل من عسكريين ومدنيين في كل المواقع القدوم للجبل والمشاركة بحمايته، واختتم بالتأكيد على أن السويداء “جزء لا يتجزأ من تراب سورية الحرة”.
وتمكن ثوار السويداء من السيطرة بشكل كامل على كل من فرع المخابرات الجوية، والأمن العسكري، الأمن الجنائي، والشرطة العسكرية، وفرع حزب “البعث” الحاكم، حسب ما ذكر ناشطون من المدينة.
وشهدت محافظة “السويداء” قبل ثلاثة أيام احتجاجات سلمية تندد بالفساد وتطالب بمحاسبة الفاسدين ورفعت شعارات تدعو إلى وحدة الشعب السوري، وأطلق ناشطون حملة “خنقتنونا” على مواقع التواصل الاجتماعي، فعمد النظام إلى قطع الإنترنت عن المحافظة، ووقعت حادثة الاغتيالات،”التي يقف خلفها الأمن العسكري في المحافظة” بحسب مصدر مقرب من مشايخ الكرمة، لتشعل الموقف من جديد وتدفعه باتجاه مواجهة مع النظام.
وتمّ قطع طريق “السويداء – دمشق”، “لمنع توافد أبناء المحافظة المقيمين في جرمانا ودمشق إليها” وفق المصادر، فيما سمح صباح اليوم بالخروج من المحافظة لمن يرغب، وسرت شائعات تفيد بأن “هناك عدد من السيارات المفخخة ستنفجر في المحافظة وأن هناك قناصات موزعة حول الأبنية الحكومية، بهدف منع المواطنين من التجمع والاستيلاء على تلك المقرات” حسب ما قال الناشطون.