اخترنا لكنون والقلم

تقاسيم – الارتباك القطري … السياسي – الرياضي

تواصل قطر الرمي بأوراقها المرتبكة، وتستمر في العبث بالممكن والمتاح من دون أن تلقي بالاً لما يمكن أن يحدث من وراء كل خيباتها المراهقة والمستفزة، اختارت ارتداء عباءات أنظمة التخريب والارهاب وأعلنت بلا خجل انها لا تحمل صوتاً من أصوات العقل في دوائر صنع القرار بل تسير على أيدي من لا تعنيهم قطر ولا تمثل لهم شيئاً سوى أنها جغرافيا صغيرة توفر لهم الملاذ الموقت والمال الوفير.

سارت قطر على خطى ايران في تدويل الحج، ثم بدأت اللعبة الأخرى وهي ساحة التناقضات.

الحالة النفسية لقطر متردية والوقائع المتتالية تثبت هذا التردي، فهناك محاولات مستميتة للاستنجاد بالأصدقاء القدامى وترويج خطاب المظلومية والاتكاء على أن المال القطري سيكون المنقذ الأول، وان دولة الغاز قادرة على الخروج من هذا المأزق الذي تتعامل معه حتى اللحظة بواجهة زجاجية يمكن ان تُكسر بحجر واحد.

السذاجة الممزوجة بطول النفس شعار قطر منذ اليوم الأول للأزمة، ولا أدل على ذلك من أنها تعتبر التحريض على العنف وايواء الهاربين من العدالة وتمويل الارهاب وتعزيز الفوضى في المساحات المطمئنة الآمنة نوعاً من حرية التعبير، وكأن على العالم إزاء هذا المشهد أن يتجاهل أو يُهمل حقيقة أن أبواق الدوحة الاعلامية ليست الا منابر لدعم الارهاب.

في ظل انعدام المحاولات المستميتة لأن تخرج السياسة القطرية من حالة التوهان والفشل الذريع في التعامل مع أزمة لم ولن يكون الدخول فيها كالخروج منها، جاءت اللعبة الأخرى وهي خلط الكرة بالسياسة كمحاولة أخرى من محاولات الخداع البصري -ان صحت التسمية- وتطويع ما توافر من الأوراق للتخفيف من حدة الأزمة وباستخدام ماكينتها الدعائية الرمادية.

جاء الخلط الجديد في دخولها المتجدد لعالم الرياضة ولكن هذه المرة من بوابة اللاعب البرازيلي نيمار حيث انفقت ما يقارب الملياري ريال في مهمة انتقاله من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جرمان (فرنسي الهوية – قطري الاستثمار) في حالة هوس وبذريعة قناعة متورمة بأن خلط السياسي بالرياضي من شأنه إضعاف الدول التي ليست راضية عن سلوكيات قطر وبأمل أن يؤدي التوظيف المالي الرياضي إلى تحسين الصورة القطرية المهتزة ورفع مكانتها في العالم.

قطر تدفع وتمول وتنثر المال من دون أن تقرأ أوراق الاتهام، ولعل نقطة الختام المناسبة هي اللافتة المكتوبة بالفرنسية في أن « قطر تشتري كل شيء اللاعبين والمجاهدين». قطر تستعرض بعضلاتها المستعارة في التوقيت الخاطئ وها هي تقضي بضعة أيام في الحضن الفارسي في رسالة صريحة جداً وورقة اضافية تضاف للورق الأسود السابق تحمل عنوان «الدوحة مستمرة في الاستفزاز… ودعم الارهاب والتطرف».

نقلا عن صحيفة الحياة

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى