ليس من مصلحة التنظيمات الإرهابية أن تنتهي أزمة قطر باتفاق يرضي جميع الأطراف، وكما نعلم جميعاً، يجلس تنظيم الإخوان على قمة تلك الفئات بأسمائها ومكوناتها وجنسياتها ومواقع انطلاقها، والإخوان لهم حظوة في قطر، ولهم سطوة على صناع القرار فيها.
مع أي بادرة تحسن في المواقف تُختلق قضية جديدة تباعد بين الجميع، يطلقها إخواني في «الجزيرة» أو في «مكملين» أو «الحوار»، ويتلقفها مسؤول قطري أو وجه من وجوه التنظيم في أي بلد، تماماً كما فعل راشد الغنوشي، كاهن إخوان تونس، قبل يومين، فقد أطلق تصريحاً ظاهره الحرص على وحدة دول الخليج، وفي قلبه انتقاد لموقف الدول المقاطعة لقطر، والتي أسماها دول الحصار، وهذا يعني أنه يريد أن ينفخ في «قربة» قطر حتى لا تتراجع وتقبل بالشروط، فهذا الغنوشي يعبر وبشكل واضح عن موقف الإخوان الخائفين من مصيرهم المحتوم، ويحاولون بشتى الطرق أن يماطلوا ليطيلوا لحظة النهاية التي يقتربون منها.
قطر آخر الداعمين للإرهاب في المنطقة، هذه بديهة متفق عليها، فإن توقف دعمها وتمويلها لفلول الإرهابيين انتهت ظاهرة تدمير البلاد العربية، وما عاد لهؤلاء من ملاذ بيننا، أما الملاذات الأخرى وعلى رأسها تركيا وبريطانيا فدورها آتٍ، فأردوغان غارق في الزج بخصومه في السجون، ومواجهة المعارضة التي ترفض الإجراءات التي اتخذها منذ الانقلاب الفاشل، وفي لندن تزداد الضغوط على رئيسة الوزراء من الجهات الأمنية، فالتنظيم الذي تربى على أيديهم أصبح خارج السيطرة، والعمليات الإرهابية التي ينفذها أتباعه بأسماء وهمية وصلت إلى قلب مدينة الضباب، وطالت مدناً أوروبية كانت آمنة، وكانت محصنة، وأصبحت خزائن البنوك الأوروبية وعقاراتها مصدراً لتمويل تلك المجموعات.
قطر هي ملاذ الإرهاب الأخير، ما دام للإخوان سطوة فيها، وما دام تلاميذ قطب ما زالوا يقيمون بها، وما دام أتباع القرضاوي يديرون شؤونها، ولا نستبعد بعد كل الأحداث التي مرت أن يلجأ هؤلاء إلى نقل الخلاف الحالي إلى اتجاه خطير ومأساوي، فهم سادة إشعال النيران، ولن نُفاجأ أبداً لو تدخلوا في إعادة تنظيم البيت القطري، فهم، ومن أجل استمرار بيئتهم الحاضنة في قط