وضعت السياسة القطرية قطر في موقف أقل ما يقال عنه أنه عدواني حين استخدمت ملف تدويل الحج، ولم يكن هذا إعلامياً حتى يحال إلى «حرية الصحافة والإعلام»، بل أعلنت لجنة حقوق الإنسان القطرية أنها رفعت إلى المقرر الخاص في الأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة شكوى حول «العراقيل والصعوبات أمام حجاج دولة قطر من المواطنين والمقيمين لأداء مناسك الحج»، وعبرت اللجنة القطرية في بيانها عن «قلقها الشديد إزاء تسييس الشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية».
وهذا هو ما فعلته قطر، رفع شكوى للأمم المتحدة هو تسييس لتحقيق مكاسب سياسية! والغريب في الأمر أنه لا يزال هناك مجلس للتعاون قائم وأمانة له تعمل، ويضم دولاً أعضاء أخرى ليست ضمن الدول الأربع، فلماذا لم تتوجه قطر بشكواها عن الحج إليه؟ أيضا هناك وسيط قائم ومتفق عليه وهو دولة الكويت كان يمكن من أراد «عدم تحقيق مكاسب سياسية مستخدماً الشعائر الدينية» أن يلجأ إليه للنقاش حول الآليات المختلف عليها. والحفرة التي وقعت فيها السياسة القطرية بنفسها أنها صارت في صف واحد مع إيران في هذا الملف، وهي ذكرتنا بالرئيس القذافي المقتول، حين كان يخرج بين فترة وأخرى بمثل هذه المناكفات السياسية طلباً للأضواء.
المؤكد أن الأزمة الخليجية في طريق مسدود، دائرة مغلقة، فالحوار وفق ما جاء في المؤتمر الأخير لوزراء خارجية الدول الأربع الداعمة مكافحة الإرهاب مشروط ومحدد في آليات تطبيق البنود التي تطالب الدول الأربع قطر بالالتزام بها، وقطر ترفض الالتزام أساساً بهذه المطالب.
كيف السبيل إلى الخروج من هذه الحلقة المفرغة؟
المتفق عليه بين كل الأطراف أن الأزمة ليست في مصلحة منظومة مجلس التعاون، بل تصب في مصلحة إيران. هناك فكرة لمحاولة حلحلة الأزمة جديرة بالتأمل والنظر بعناية فيها، طرحها بتغريدة في «تويتر» البروفيسور صالح الخثلان أستاذ العلوم السياسة، تقول: «أمام تعثر الوساطات الإقليمية والدولية في إنهاء الأزمة ماذا لو شكلت «لجنة حكماء» من شخصيات خليجية تمهد الطريق لمفاوضات مباشرة؟».