نون لايت

تحريم أبغض الحلال

شرع الله الزواج للعيش والسكن والمودة والرحمة واستمرار الحياة وتربية أجيال جديدة صالحة تستكمل مسيرة الآباء والأجداد أو هكذا المفروض أن يكون إما إذا لم يتوافر لهذا الزواج النجاح واستنفذت كل وسائل الإصلاح بين الطرفين فلا مفر من اللجوء إلى أبغض الحلال وهو الطلاق وبسمى أبغض الحلال ولكنه حلال.

لكن الكثير في مجتمعنا المصري والعربي ينظر اليه على أنه الحرام بعينه فالنظرة الى الطلاق وما بعد الطلاق لا يزال يحتاج لوقفة من المجتمع ككل بعد أن تعدى عدد المطلقات فى مصر 3 ملايين مطلقة ويمكن أن يزيد ووصلنا إلى أعلى معدل طلاق بين الدول المختلفة .

وتختلف النظرة للمطلقة في المجتمع فمنهم من يرى أن للمرأة الحق في الطلاق وفى تحديد مصيرها بعده تتزوج أو لا تمارس حياتها بعد الطلاق كما هي يعتبرها حرة فى تقرير مصيرها خصوصا عندما تكون مستقلة ماديا ولا تحتاج إلى مساعدة مادية لها أو لأولادها التى غالبا ماتصر على أن يكونوا معها لا مع الأب.

النظرة الأخرى يرى أن المطلقة ليس من حقها أن تستمر فى حياتها الا تحت وصاية الأهل ولا تعيش مع أبناءها بشكل منفرد لمنع القيل والقال ولا تخرج الا مع أشخاص بعينهم مع تحديد موعد للخروج وارتداء ملابس معينة وأماكن معينة وليس من حقها العيش بدون وصاية مهما بلغت من السن أو المستوى العلمي.

وبين هذا وذاك تظل النظرة الدونية من أغلب فئات المجتمع للمطلقة وأنها السبب في الطلاق ونسوا أن الطلاق ربما يكون رحمة من الله سبحانه وتعالى إذا اسنحالة الحياة والعيش كما أمر الله بالمودة والرحمة والسكن.

هل بحثنا عن أسباب الطلاق هل تم مناقشتها أو محاولة إصلاح حال الأسر التى أشرفت على الطلاق قبل حدوثه الاجابة لا فقط نقول الاحصائيات والأرقام ونهول ونولول فى كل بيت مطلقة ولا نبحث فى اسباب الطلاق .

والسبب المعلن مفيش نصيب أما السبب الحقيقى فلا يعلن الا نادرا وغالبا ما يتم اخفاؤه.

من الاسباب عدم انفاق الزوج على الاسرة وتضطر الزوجة الى العمل وتحمل كل أعباء الاسرة واحيانا مصاريف الزوج ايضا ويحدث هذا فى كل المستويات الفقيرة منها والغنية ابتداء من العاملات فى المنازل حتى أعلى المناصب ولا أهمية للزوج فى الاسرة سوى الاسم فقط الأب لأولاده وعندما لا تستطيع الزوجة الاستمرار فى هذا الوضع تصر على طلب الطلاق.

ويمكن أن يكون لغياب التفاهم بين الزوجين وغياب الرؤية المشتركة ويتم الاستمرار كواجهة فقط أمام الناس يعيش كل منهم فى واد وفى مكان مستقل ومنفرد داخل نفس المنزل  بلا أحاديث ولا علاقة من أى نوع وأمام الناس أسرة مستقرة طبيعية ونموذجية ثم يحدث الطلاق في أي وقت لعدم استطاعة أحد الطرفين الاستمرار في أداء هذا الدور أو بعد زواج الأبناء.

وهناك دائما الجانب المظلم الخفي الذي يتجنب الجميع التحدث عنه وهو الطلاق بسبب عدم التوافق في العلاقة الزوجية بين الزوجين وبدلا من معالجة هذا الموضوع بشكل علمي والبحث عن العلاج لأنه كأي مرض له أعراض وله حلول وعلاج خصوصا مع وجود أطباء وطبيبات له يتم التكتم والتجاهل ويحدث الطلاق وبنسبة كبيرة لهذا السبب.

وأخيرا أقول لكل امرأة كتب عليها الطلاق أنت إنسانة قوية وجميلة وكاملة لا يعيبك كونك حملت هذا اللقب ليس المطلوب منا أن نرضى بأي رجل عملا بالمثل القائل ( ضل راجل ولا ضل حيطة ).

الطلاق ليس وصمة عار عيشى حياتك واستمتعى بها ولا تلتفتى إلى هذا الكلام ولا تشغلي نقسك إلا بنفسك وأولادك وعائلتك وعملك

أنت كاملة ولا ينقصك شىيء لا ضل راجل ولا ضل حيطة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى