ما زال الطريق طويلاً، فالمقاطعة في بدايتها، والقوائم الإرهابية لم تكتمل بعد، أما الوساطات فقد أثبتت أنها غير مجدية مع طرف يصر على الإنكار.
اتخذت دولنا قراراً بمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، وإسكات كل صوت يسانده، وإغلاق كل وسيلة تحرض عليه، وكان البيت العربي بداية لعملية التطهير، وقطر هي العضو الأسوأ في هذا البيت، فكان لابد من التعامل معها، فإما أن تطهَّر وإما أن تُعزل، تماماً كما يُفعل مع المصاب بالجذام.
هي المسؤولة عن الحال التي آلت إليها، فقد وضعت لها جرعات علاج رفضت أخذها، فانتشر داؤها المعدي، قطر مزقت ليبيا وشرذمت أهلها، وخلطت الدم والعسل في إناء واحد سقته السوريين، وكرهت وجود دولة سليمة في محيطها، أرادت زعزعة الجميع، تنثر مالاً في بعض الدول، وتنشر سلاحاً في دول أخرى، وتزرع الكراهية بين الإخوة، خلاياها في كل مكان مع «ريالاتها» القذرة.
لا وساطات مع قطر، عبارة واضحة وجلية قالها وزير خارجية مصر يوم الثلاثاء للمفوضة الأوروبية، فهذه الوسيلة استنفدت بعد تجربتها قرابة شهرين من الزمان، وبدأت من الشقيق الذي خذل، وانتقلت إلى الأوروبي الذي لم يستطع أن يمرر إملاءاته مع الأميركي، وانتهت بصاحب «اللبن» والحامية الصورية الذي لم يستطع إنقاذ حلفائه.
لا وساطات، فنحن لن نضيع وقتنا أكثر مع المجادلة والمماطلة و«الاستهبال»، لقد حددنا كل ما هو مطلوب من قطر، وعليها أن تلتزم بما طُلب منها، والصراخ لن يحل أزمتها، لقد ولى زمن البكائيات والمظلوميات، إنه درس إخواني أثبت فشله في سنوات صعودهم إلى السطح، ما عاد هناك من يصدقهم، وما عاد شراء الذمم يمنحهم غطاء دولياً أو جماهيرياً، حتى لو استعانوا بمنظمات واتحادات تحمل صفات دولية، فهؤلاء مثلهم مثل الذين كانوا في الاتحاد الدولي لكرة القدم، يُشترون بأرخص الأثمان، ومؤتمراتهم ليست مؤثرة لأنها مصبوغة بالرشاوى، وأصحاب الضمائر الميتة والمبادئ المتحركة ما زالوا ينتشرون حول «ربطات» الأوراق المالية.
صدى صوت قطر لا تسمعه غير قطر، تصرخ، تذرف الدمع، تتمسكن، تدعي الضعف، تتنكر للحقيقة، تزيف وتزور الوقائع، كل ذلك لن ينفعها، والمقاطعة ما زالت في بدايتها، والآتي أعظم.