هالني ما قرأته وسمعته الفترة الماضية من عدم إتمام زيجات كثيرة بسبب عادات ومعتقدات ومفاهيم خاطئة عند الغالبية العظمى من الرجال والتى لا يمكن تصور حدوثها فى وقتنا الحالى .
فما يحدث الآن من طلب الخطيب أن يصطحب خطيبته لدكتورة أمراض نساء للكشف عليها والتأكد من عذريتها، وأنه أول رجل فى حياة خطيبته أو زوجته المستقبلية وكأن الضمانة الأولى لعذريتها هو وجود هذا الغشاء الرقيق (غشاء البكارة ) من عدمه وكأن هذا هو مايضمن له السعادة إذا ما تزوج وأنجب وعاش مع هذه الانسانة حياته كلها .
هل وجود هذا «الغشاء» فقط هو ما يضمن ذلك ولماذا لا نسمع بالمقابل أن الخطيبة تريد الأطمئنان إلى أن خطيبها أيضا لم يفقد عذريته قبل أن يتزوجها ولماذا يكون ذلك حكراً فقط على الرجل خصوصاً بعد التصريح لأكثر من طبيب كبير فى أمراض النساء والتوليد بأن توجد حالات كثيرة لفتيات تم فيها فض هذا الغشاء نتيجة لممارسة بعض الرياضات فى تمارين ألعاب القوى والجمباز وحالات أخرى لنساء تزوجن وأنجبن ويوجد لديهن هذا الغشاء وكأنهن لم يتزوجن .
فنجد خطوبة يتم فسخها قبل الزفاف بوقت قصير لإصرار الخطيب على الكشف على عذرية خطيبته، وأخرى تم فسخ الخطوبة قبل الزفاف بأيام قليلة لإصرار الخطيب على مراقبة خطيبته فى كل تحركاتها وأى مكان تذهب اليه حتى لو أخبرته بذهابها وأخذت موافقته، وحالة ثالثة تم فسخ الخطوبة لأن الخطيب ظل يلاحق خطيبته طوال فترة الخطوبة للإختلاء وقضاء وقت بمفردهم وظن انه بذلك يختبرها وعندما وافقت على طلبه فاجأها بفسخ الخطبة .
ما هو معنى العذرية بالنسبة للرجل هل معناه فقط ان يتزوج بامرأة لم تعرف رجلاً أخر قبله أم بامرأة لم تمارس علاقة قبله أم امرأة لم تحب رجلاً قبله، والاجابة العذرية عند الرجل هى كل ذلك وهنا يكمن التناقض الغريب فى تصرفات الرجال فكل رجل يريد أن يحب ويعشق فارسة أحلامه ويعيش معها أجمل قصة حب كل شيئ فيها مباح من حب وأحاسيس ومشاعر وأحضان وقبلات ..الخ
لكن عندما يتزوج يريد من يكون هو أول رجل فى حياة إمرأته وكما قال أحد الدعاة ( اذا لم تتزوج الفتاة التى أحبتك فستتزوج حبيبة آخر ) بمعنى اذا أحببت فتاة وأحبتك فتزوجها لا أن تحبها ثم تتركها وتخطب أخرى وتتزوجها ثم تكتشف أنها كانت تحب آخر ولم تتزوجه ماذا سيفعل وقتها هل يتركها ويطلقها ويبحث عن ثالثة ورابعة ….
فالعذرية لها معنى مختلف وهذا بالنسبة للمرأة والرجل معاً العذرية معناها أن يكون كل طرف واثق تمام الثقة عند اختيار شريك حياته، معناها أن يكون كل منهم وسط مليون رجل وامرأة ولا تتحرك مشاعره إلا لشخص معين يعيش معه أجمل احساس على الاطلاق ويبذل كل المحاولات الممكنة حتى يكونا معا تحت سقف واحد فى علاقة شرعية أبدية كشخص واحد مدى الحياة، وأن لا يفرط فى هذه المشاعر أو الاحاسيس أو الجسد إلا لمن اختاره وأحبه .
العذرية ليست «غشاء» فقط ..المخادعات يعرفن الطريق إلى عيادات «الترقيع» جيداً، فطوبى لمن فهم وقدر وفعل الصواب.