إيران تطالب العراق بالثمن، تريد اتفاقات رسمية جديدة، بها تستطيع أن تملك الحجة إذا زال التوجه الطائفي، تريد أوراقاً موقعة ومختومة تسجل في المنظمات الدولية، و«شط العرب»، هذا أول الأثمان الواجبة الدفع من الذين فتحوا أبواب بلاد الرافدين للأجنبي صاحب الأطماع التاريخية.
انتهت معركة الموصل، وزال «داعش»، وتنفس الجميع بعد أن تحررت الصدور، وأصبح جيش مرتزقة قاسم سليماني يسيطر على أغلب الأراضي العراقية، ويفعل ما يشاء في أي مكان، يقتل ويهجر، ويأخذ الناس إلى الإعدام السريع بالشبهات، ويمثل بالجثث، وبعد كل هذا لا يملك الأرض والمنفذ والثروة والحياة في بلد كم تمنى حكام إيران أن يكون امتداداً لهم.
قيل إن إيران طلبت رسمياً تغيير اتفاق الجزائر حول شط العرب، وهو الاتفاق الموقع عام 1975 بين شاه إيران محمد رضا بهلوي والرئيس العراقي أحمد حسن البكر، يريدون العودة إلى مطلبهم القديم، وهو السيطرة على كامل الشط، رغم أنهم اليوم يتحكمون في الشط وغيره عبر أتباعهم من أحزاب وقوات متمذهبة ومرجعيات تبرر كل شيء، لكن ذلك لم يكفهم، إنهم يطالبون باتفاق جديد يمنحهم المنفذ الوحيد للعراق على الخليج العربي، فمن يملك الشط يملك ما جاوره من موانئ، ولا يستبعد أن تكون البصرة وملحقاتها من بلدات وقرى أيضاً مشمولة في ذلك الاتفاق المطروح.
إنها الضريبة، ضريبة الاستنجاد بالغريب ضد الأوطان، وضد الانتماء، ليت أولئك الذين يرفعون رايات «خامنئي» ويأتمرون بأوامر سليماني يتذكرون جيداً ماذا جلبوا من شر إلى بلادهم، ويكتشفون بعد فوات الأوان أن النزعة القومية هي المحرك للإيراني وإن تلحف بالإسلام أو مذهب آل البيت.
إنهم يكشرون عن أنيابهم، فهم القوة الفاعلة على الساحة العراقية، والحشد الشعبي يتبعهم، الحشد الذي قال عنه كل الذين يمثلون السلطة الحاكمة إنه باق إلى الأبد، ومن خلاله يحكم الحرس الثوري الإيراني الأرض والقرار، وسواء قلنا إنهم قوة احتلال أو أصدقاء، في النهاية تكون الغلبة لمن يحكم بالسلاح والرجال، ويوفر الحماية عبر الاتفاقات الثنائية التي وضعت الإرادة في يد الإيرانيين، والتي ألحقت بتسريب المطالبة الرسمية باتفاقية جديدة لشط العرب.
وبعد كل هذا يظهر من بيننا من يقول إن إيران غير طامعة في أراضينا!!